سليمة بن حمادي
كم أتوق إلى أيامنا تلك.. حين كنا نبدأ يومنا غالبا بالتأهب للذهاب للمدرسة على نغم برامج الشرق الأوسط…كلمتين وبس برنامج يقدمه الفنان فؤاد المهندس تحت العشرين .. تسالي…..إلخ يتخللهن بعض الأغاني الخفيفة مثل: جميل وأسمر…وعنابي يا خدود الحليوة…والناجح يرفع إيدو…وشحات الغرام…و غيرهن … تفاصيل قد لا يكون لها معنى عند البعض ولكنها تعني لنا الكثير أصحاب ذلك الزمن الذي استطاع أن يرسم فينا الكثير من المعاني…كل شيء له نكهته ابتداء من رائحة قهوة أمي وخبزة التنور الطازجة وطربوش الزيتون وقالب جبنة المثلثات والتي اتخذت أمي من كيس المكرونة المكان الآمن قبل أن تحشره في حقيبتي المدرسية مشددة التوصية على الكيس حتى يتسنى لها تجهيز إفطار يوم الغد بكل يسر… يالا نكهة هذه الوجبة أثناء فسحة الإفطار في المدرسة… كل شيء كان جميلا لا شيء يعكر صفو أيامنا .. ابتداء من منازلنا الآمنة بإدارة والدين يدركان جيدآ دورهما تجاه أسرتهما لا شيء يعكر صفو أيامهما.. كل شيء جميل كجمال و روعة وصفاء قلبيهما الرائعين…لا يهكلان هم الغد فالغد له رب اسمه الرزاق… نحتفل مع طبيعتنا المناخية وطقس بلدتنا…حينما تغيب عنا المطر نستجديها (بالزرافة) والتي تصنعها لنا الأمهات ويلبسنها زينا الوطني ويلبدن خلف أبواب منازلهن محملات أيديهن بالطيب والحلوى والزهر في انتظارنا حاملين الزرافة فيجزلن العطاء بكل ما تحمل أيديهن ونستمر في ترديد الأهازيج المعروفة بأصواتنا الطفولية البريئة ولا نتوقف ونحن نترقب السماء بعيوننا البريئة إلى أن تجود لنا بغيثها الطاهر الذي يبلل وجوهنا وظفائرنا الجميلة…نركض تحت المطر فرحين مستبشرين أهلينا بموسم خير.. يالا روعة أيامنا تلك! أين منها أبناء اليوم ؟ فالتكنولوجيا المزيفة و عباد الكراسي ( المسؤولون ) تواطئا في سرقة أيامهم (أحلامهم والوطن)…لكم الله أبناء وطني.