بقلم :: محمد المزوغي
مرّت السبت 3 ديسمبر الذكرى الرابعة لرحيل الشاعر الكبير رجب الماجري أحد كبار أقطاب الشعر في ليبيا ورائد قصيدة التفعيلة ، الشاعر الإنسان والذاكرة المثقلة بتفاصيل الوطن.
ربطتني بالراحل الكبير علاقة وطيدة استمرّت لسنوات كنت خلالها أتردد عليه في مكتبه بعمارة الدعوة الإسلامية وأحيانا في بيته
حدثني فيها عن تفاصيل حياته وعن قصائده ومناسباتها والحكايات التي تكمن خلفها
حدثني عن لقائه بالملك الراحل إدريس السنوسي رحمه الله حين كان الماجري في سلك القضاء ثم لقائه به ضمن تشكيلة حكومة كان الماجري فيها وزيرا للعدل والفرق بين اللقائين فقد كان الملك يجل القضاة ويحترمهم أكثر من الوزراء
حدثني كيف ذهب إلى الملك يحمل حكما بالإعدام في حق الثلاثة الذين أحرقوا النفط وكان لا بد من مصادقة الملك على أحكام الإعدام فقال الملك للماجري هل أزهقت روح في هذه الواقعة؟
فقال الماجري :لا
فقال الملك إذن لا تُزهق روحٌ إلا في روح ورفض المصادقة على الحكم
حدثني عن التربوي الكبير عبد المولى دغمان وكان الماجري يحبه ويجلُّهُ ويعرف حق المعرفة مكانته وجهده أثناء توليه رئاسة الجامعة الليبية وكم علت وجهه علامات الإستياء والغضب عندما غمز أحد الأدباء الليبيين في قناة الأستاذ دغمان ولم يخفف من حدة استيائه إلا الرد الضافي الوافي الذي أرسله الأستاذ المؤرخ سالم الكبتي إلى ذلك الأديب منبها ومصححا للكثير من المواقف والوقائع والأحداث التي وردت مغلوطة في كتاب ذلك الأديب .
حدثني عن المواقف الشجاعة والنبيلة للشيخ منصور المحجوب الرجل العلامة الورع الذي انتهى به الحال في ملجأ لرعاية العجزة في السعودية .
حدثني عن علاقته بأحمد رفيق المهدوي والمساجلات الشعرية التي دارت بينهما.
حدثني عن دراسته في كلية عين شمس وعن قصائده في تلك الفترة .
حدثني عن كل هذا وغيره وكان حديثه لا يُمَلُّ ولربما تسمع منه الحكاية نفسها بعد فترة فتشعر لجمال أسلوبه وطريقة سرده وكأنه يحدثك بها للمرّة الأولى.
أمّا شعرهُ فمُسْتَعذبٌ كأنفاس الصباح يحمل ألقا لا يخبو ولن يخبو
وقد شرّفني بأن أوكل إليَّ العناية بشعره فسهرت عليه ليال في بنغازي وفي القاهرة حتى تمّت طباعته
بمقدمة كتبتها عن الشاعر وعن سيرة الديوان وأقرُّ بأنني لم أوفِّه حقّه فيها
الشاعر رجب الماجري قامة كبيرة من قامات الشعر العربي على مستوى الوطن الكبير كله
وإذا ذكر الشعراء الليبيون على مدى التاريخ فإن مكانة الماجري من بينهم تقع ضمن أعلى القائمة
وللأسف فإن شعره لم يحظ بالدرس الذي يليق به ولا بالاهتمام الذي هو أحق به وأهله فهو أهل لأن تتناول شعره الكثير من الدراسات والبحوث ورسائل الدكتوارة
وهو أهل لأن يُكرَّم مرارا وأن يطلق اسمه على مرافقَ وقاعات تخليدا لهذا النبع الفياض والعطاء الماتع من الشعر والإنسانية
رحم الله الشاعر رجب الماجري وسائر رجال الوطن الأبرار
المرفقات:
– صورة حديثة للشاعر رجب الماجري
– صورة للشاعر ألتقطت بالقاهرة سنة 1951
– صورة للشاعر مع أصدقائه أثناء أخذهم للشهادة الابتدائية بتاريخ 27 يونيو 1947
– وهم وقوفا : سالم القزاز- سالم ساسي-عبد الرحيم النعاس – عثمان الكاديكي
– جلوسا: حمزة الشريف ( أظنه هكذا الاسم غير واضح ) – محمد إسماعيل – رجب الماجري – عبد الله الزواوي.
– أبيات للماجري بخط يده.