فسانيا/ خاص
اختتمت أمس بقاعة شحات بفندق كورنثيا بالعاصمة طرابلس فعاليات الندوة الأولى حول قطاع الطيران والنقل الجوي في ليبيا التي نظمتها الشركة الليبية الإفريقية للطيران القابضة بالتعاون مع إدارة المطارات وكلية الهندسة ومصلحة الطيران المدني بالاعلان عن عدة توصيات للنهوض بقطاع الطيران والقطاعات الأخرى ذات العلاقة به.
واستمرت هذه الندوة لمدة يومين متتالين منذ صباح الأحد حيث أفتتحت بحضور عدد من المسئولين والمهتمين بالقطاع. وقد تضمن حفل الافتتاح كلمات لكل من الدكتور صالح قشوط رئيس اللجنة التنظيمية للندوة وهو أكاديمي بقسم الطيران بكلية الهندسة بجامعة طرابلس، والسيد الطاهر بلقاسم رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية الافريقية للطيران القابضة، والمهندس نصرالدين شائب العين مدير عام مصلحة الطيران المدني، والدكتور محمد بيت المال مدير إدارة المطارات بوزارة المواصلات.
وقد كان من المقرر وفق برنامج الندوة أن يحضر المهندس ميلاد معتوق وزير المواصلات في حكومة الوفاق الوطني إلا أنه تغيب عن هذه الندوة دون أن توضح اللجنة التنظيمية أسباب ذلك.
وقد انتظمت فعاليات هذه الندوة في جلستين صباحية مسائية ألقيت فيهما قرابة عشرين ورقة علمية تنوعت في مواضيع بحوثها ودراساتها حول قطاع الطيران والنقل والأرصاد الجوية والتغير المناخي وثقافة السلامة الجوية وأسباب تأخر الرحلات الجوية لشركتي الخطوط الجوية الليبية والخطوط الأفريقية والنظم والقوانين التي تفرضها المنظمة العالمية للنقل الجوية الاياتا والمنظمة العالمية للطيران المدني الايكاو. ومن بين كل هذه البحوث كانت هناك مشاركة واحدة لباحثة ليبية هي الأستاذة آسيا الشقروني من المركز الوطني للأرصاد الجوية التي قدمت ورقة حول المرأة الليبية العاملة في الأرصاد الجوية وعرضت عدة مقارنات حول مكانة المرأة الليبية والمرأة العربية في عدة مجالات. كما تناولت ورقة المهندس يونس شعبان الفنادي من المركز الوطني للأرصاد الجوية نقداً شديداً لمصلحة الطيران المدني حول تقرير لجنة التحقيق المشكلة من طرفها لمتابعة حادث سقوط طائرة شركة الخطوط الإفريقية بتاريخ 12 مايو 2010 في طرابلس، وأوضحت الورقة أن هناك قصوراً في تشكيل لجنة التحقيق تمثل في غياب متخصص في الأرصاد الجوية لدراسة الحالة الجوية وقت الحادث، وغياب عضو عن المركز الوطني للأرصاد الجوية في هذه اللجنة.
كما تناولت ورقة أخرى ما تتعرض له كلية الطيران والأرصاد الجوية في السبيعة من صعوبات فنية تعيق دورها في تخريج مؤهلين قادرين على العمل وفق المعايير الدولية لقطاع الطيران. وقدم الدكتور الطبيب محمد راشد ورقة حول أهمية طب الطيران في سلامة الطيران المدني وعرض تاريخ طيب الطيران وبداية انطلاقته في ليبيا منذ تأسيس عيادة طب الطيران بشركة الخطوط الجوية الليبية. وقدم الدكتور محمد بيت المال ورقة حول المطارات في ليبيا حيث أشار أن ليبيا يوجد بها قرابة عشرين مطاراً وهناك العديد من المدن التي قدمت طلبات رسمية لبناء مطارات جديدة بها مثل نالوت وصبراته وغريان وطبرق وترهونة والزاوية وغيرها وهو مؤشر غير سليم في السياسة الاستراتيجية للتخطيط الاقتصادي والتنموي في ليبيا.
وقامت اللجنة التحضيرية لهذه الندوة بطباعة كل الأوراق المقدمة وتوزيعها على المشاركين في أقراص ممغنطة للاستفادة منها في دراساتهم وأعمالهم. وقد خصصت اللجنة الجلسة المسائية ليوم الأمس الاثنين لحلقة نقاش ختامية مفتوحة لاستعراض بعض الاضافات حول الورقات المقدمة والاجابة عن بعض التساؤلات حول ما يتعرض له قطاع الطيران من صعوبات فنية وأمنية.
وقد انبثقت عن هذه الندوة دعوة موجهة من الشركة الليبية الافريقية للطيران القابضة لكل البحاث الذين عرضوا أوراقاً في هذه الندوة لعقد اجتماع خاص خلال الأسبوع القادم يتم فيه وضع التصورات العملية لبرنامج الندوة الثانية وكذلك تنفيذ بعض ما جاء في هذه الأوراق العلمية من توصيات يمكن تنفيذها في الوقت الراهن للمساهمة في إنقاذ قطاع الطيران في ليبيا.