د- أحمد السيد
ومن الطغيان … تطفيف الكيل وغش الميزان
قال الله سبحانه:
(وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ . أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ . وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ )
الكثير يعلم أن في السوق مكاييلَ مغشوشة ناقصة عن الوزن الحقيقي
ويظنون أن هذا شطارة وذكاء
مع أن هذا مما توعد الله سبحانه به فاعله بأشد عقوبة وأصعب وعيد
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)
والويل: واد في جهنم والعياذ بالله
بعيد قعره
شديد حره
وقد كان البائع من الصالحين الأوائل ينظف كفة الميزان من التراب الذي لا وزن له زيادة في الحرص والورع
وكان غيره إذا وزن البضاعة في قرطاس وضع مثله في الكفة الأخرى
فيا لها من أخلاق افتقدناها
فضاعت البركة إلا أن يرحمنا الله …
ومن الطغيان ما يتعلق بنعم الله ورزقه
قال تعالى:- (كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ)
ومن الطغيان فيه:
الإخلال بشكره
أو الإسراف والتبذير فيه
ومن أشد الطغيان ازدراؤه وإهانته
ففي الحديث :
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت
(دخلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فَرأى كِسْرَةً مُلْقَاةً فَمَشَى إليها فأخذَها ثُمَّ مسحَها فَأكلَها ثُمَّ قال لي يا عائشةُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللهِ تَعالَى فإنَّها قَلَّ ما نَفَرَتْ من أهلِ بَيْتٍ فَكَادَتْ أنْ تَرْجِعَ إليهِمْ)
ولعل ما نحن فيه من قلة الرزق وشح النعمة سببه ما سبق منا من ازدراء نعم الله وإهانتها
فقد رأيت من يمسح الطبلية بالخبز بعد الأكل
ومن يطأ الخبز بقدمه ولا يبالي
ونسأل الله العافية