قراءة :: مبروكة الأحوال
(قراءة شاعرية في حكاية النجاة للفنان التشكيلي علي العباني)
انذهل بسلام أيها الرائي..
انزع جلد الأرض الصلب،وسيترقرق الطوفان المخبوء في بصرك كما لم يحدث للسماوات المضيئة من قبل، سيشي بيت يطفو بالخفة الساكنة فيه (أ تراها خواء الإنتظار ، أم خفة الامتلاء بذهول النجاة ، أم هي خفة الغياب الأخير ؟)..
إن الطفو على الماء و التماهي في مشتقاته الطينية يجردان التراب من أفقيته المعهودة فلا تتجسد كينونته إلا بالانتصاب في جدران (البيت-المتسلسل) الخماسي المكعبات: (هو يد الأرض) الملتصقة الأصابع مرفوعة في وجه العدم ،يد تمارس السكون الظاهري مفعمة برؤاها الجوانية الحارة ،يفضحها الضوء المنبعث من (كوة مستطيلة كانت باباً يحفظ الأسرار الباطنة للحياة).
لم يتخلف الضوء الخارج من داخل البيت عن مواكبة السلام الذي بلغته فورة الماء ، إنه ضوء لم يتخلى عن حمرة الشعلة البرية لكنه اكتسب بذات الوقت لين اللهب الأصفر (الحرارة الحيوية التي تتيح للأشياء حولها النضج دون الإحتراق والدفء دون التلظي و التلاشي ) إنها ببساطة حكمة الطبيعة الخارجة توا من غضبها إلى السلام المهيب، حكمة تمثلها وسطية الإرجوان في الأفق حيث مفتاح اللوحة المحايد، فلا الماء يغرق، و لا النار تورث الهباء و لا الريح تذرأ الرماد .
إنها حكاية النجاة الأسطورية ولدت من صلب لأرجوان .