شعر :: محمد المزوغي
عدسة :: طه كريوي
تَمُرّينَ مَرَّ النَّجْمِ
فِي لَيلِ عَابِرِ
يَجُرُّ بِأَرْضِ التِّيهِ
أَحْلامَ عَاثِرِ
فَيَلْقاكِ دَرْباً
يَهْتَدِي فيه لِلْمُنَى
كما تهتدي
للحَبِّ مُقْلَةُ طائرِ
نُعِدُّ على ذِكْرَاكِ
قَهْوَةَ يَومِنَا
لِنَحْظَى بِطَعْمٍ
لِلْمُرُؤاتِ نَادِرِ
وَبِاسْمِكِ نَسْتَسْقِي
السَّمَاءَ لَعَلَّهَا
تُعِيدُ إِلَى الإِنْسَانِ
نُبْلَ المشَاعِرِ
فليس سوى الإنسانِ
يُشجيكِ هَمُّهُ
إذا ميّزوا
ما بين عِرْقٍ وآخَرِ
تُضِيئينَ حُلْماً
أَطْفَأَتْهُ رَصَاصَةٌ
رَمَتْهُ بِهَا فِي مَقْتَلٍ
كَفُّ غَادِرِ
وَتُحْيينَ عِطْراً
جَفَّ فِي قَلْبِ وَرْدَةٍ
فَيَصْحُو كَضَوءِ الشَّمْسِ
فِي عَينِ ناظر
إليك يسوقُ الْقَلْبُ
أَوجَاعَ كَسْرِهِ
لِتَمْنَحَهُ كَفَّاكِ
لَمْسَةَ جَابِرِ
وَلَيْسَ سِوَى مَعنَاكِ
يَعْذُبُ وَقْعُهُ
وتَسْمُو بِهِ فِي الْكَونِ
لَفْظَةُ شَاعِرِ
سَنَقْرَأُ فِي الْأَسْفَارِ
أَنَّ ضَفِيرَةً
أَعَادَتْ إِلَى التَّارِيخِ
مَجْدَ الضَّفَائِرِ
إِذَا آثَرَ الصَّمْتَ
الرِّجَالُ تَكَلَّمَتْ
وَهَزّتْ بِصَوتِ الْحَقِّ
جِذْعَ الضَّمَائِرِ
وَإِنْ بَخِلُوا بِالْمَالِ
جَادَتْ بِرُوحِهَا
فِدَا وَطَنٍ أَضْحَى
شَبِيهَ الْمَقَابِرِ
أَحَاطَتْ بِهِ الْأَوغَادُ
مِنْ كُلِّ جَانِبٍ
فَأَضْحَى بَنُوهُ
رَهْنَ مِخْلَبِ كَاسِرِ
فَمِنْ نَازِحٍ فِي الْبَرْدِ
هَدَّمَ بَيْتَهُ
بلا أيِّ ذَنْبٍ
ثائرٌ وابنُ ثائرِ
إِلَى امْرَأَةٍ فِي قَلْبِهَا
أَلْفُ حَسْرَةٍ
لعُظْمِ رَزَيَاهَا
وَفَقْدِ الْمُنَاصِرِ
وَخَلْفَ سِتَارِ الْخَوفِ
وَهْوَ ذَرِيعَةٌ
تَوَارَى عَنِ الْأبصَارِ
أهْلُ الْبَصَائِرِ
هنا نجمةٌ
ضَاءَتْ ومرَّت
ولم يزلْ
لها أثرٌ تُدْعَى
( انتصارَ الْحَصَائِرِي )