شريفة السيد
على وجعي سأكتب ما أراهُ
ولا أخشىٰ مع الحقِ الملامة
فلستُ كمن يرىٰ في الصَّمت مَنجىً
ولا في البُعد يا خِلّ السلامة
أرىٰ فُحشا وفِسقا في ( تِرِندٍ )
و ( فُجرا ) من علامات القيامة
ثقافتُنا ، أيا ويلي عليها،
تُفاخرُ بالعقيم، و(بالقمامة)
ومِحنتُنا تزيدُ كأن نارًا
تصارع في الهشيم وفي الشهامة
وتدفن ما تبقى من خَلاقٍ
تُقزِّمُ ذا العلومِ ، وذا العمامَة
وعن لغتي فقل ما شئتَ إني
سئمتُ ، وكم تعبتُ من السآمة
نُهللُ للتفاهة في حديثٍ
يُجلُّ وضيعةً، ويُذلُ قامة
كأن معاجمَ الألفاظ (فالصو)
ولم تَجدِ الرقيبَ؛ (فبالسلامة)
تأرنبتِ العقولُ تريدُ ( قفزا )
على شطِّ التشيطُنِ والجهامة
بلا شرعٍ بلا دينٍ تماهَتْ ،
فضاع وقارُنا ، انزوتِ الفخامة
لأجلِ المالِ تفضحُ سِترَ شخصٍ
وفي (الإنعاش) باتت الاستقامة
وذي الأشبالُ ترقصُ فوقَ حبلٍ
مِن الأوحال، تمكثُ في القتامة
وإبليسُ اشتراها ثم بيعَتْ
لكل رخيصةٍ ، فله الزعامة
إذِ انسحبتْ أمومتُنا وخارتْ
قوَى الآباء، بل هَوَتِ الصَّرامة
كثيرٌ ما يدورُ، فكم بُلينا
بقومٍ أهدَروا مَعنَى القوامة
وما عُدنا نرَىٰ مَن قيل فيه:
“يعضُ على النواجز بالندامة”
على (السوشيا) التي جادتْ بسُمٍّ؛
فلم تنفع مع العاصي الحِجامة
بنو قومي يريدون (التعامِي)
وينسون النوافلَ والإقامة
يريدون المجاملَ والمُرابي
وينتظرون في النقد الوَسامة
يسودُ فسادُنا في الأرض حتىٰ
كأنَّ الوهمَ مفتاحُ الكرامة
كأنا لم يقُم فينا نبيٌ،
ولم يَرفع بوادينا حُسامَه
نعودُ إلى الجَهالة..؟ كيف هذا ..؟!
وتشهدُ فوقَ أوجُهِنا ابتسامة
وندفنُ رأسَنا في الرَّمل حتىٰ
يمرُ المرءُ يحسَبُنا نَعامه…