بقلم :: عمر الطاهر

يفقد البعض من الناس الأمل في شيء يفترض ان يكون حق طبيعي لكن الطبيعة احيانا تنكر الحقوق ، و الظروف تحول دون تحقيقها ، و بعضها لا يتحقق حتى بالمعجزات ، فمثلا كما جاء الآية الكريمة ، ( لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ٤٩ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ٥٠ ) .
فإن تم تصنيفك في قوائم الفقرة الاخيرة ( يَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ) فذلك يعني هو القضاء على كل أمل لك في ان تكون في التصنيفات الاولى ، و لعل كل ذلك في صالحك ، فالله هو العليم القدير .
مما يعني بلا شك انه لو كان لديك أمل في الإنجاب ، فذلك من حقك ، و لكنه الأمل المستحيل .
و فئة من الناس تمتعض على كونها من طبقة فقيرة فقرا مدقعا ، و ربما كتب له ان يكون كذلك ، و يبقى لديه الأمل ، و فيما لو كان قد كتب له ذلك ، و كان له أمل في ان يصبح مليارديرا ، فذلك هو الأمل المستحيل .
و كذلك قصير القامة ، لن يكون طويلا ، و الاسود لن يكون ابيض ، و الانسان لن يكون طيرا و هكذا ، قد بكون لكل أولئك أمل ، و لكنه الامل المستحيل .
و لكن هناك فئة من فئات الأمل المستحيل تصبح هي الأخطر و تمثل خطرا طالما هي قادرة على التعبير بالقول و السلوك .
يصبح أملها المستحيل طاقة سلبية و خاصة اذا تم استغلالها او توجيهها سواء بقصد او بغير قصد ، و تزداد شراسة كلما تداعت تلك النفوس لبعضها البعض و انضمت في جماعات ، و خاصة اذا ما توحدت أهدافها بغض النظر عن أسباب و تنوع آمالها المستحيلة .
فقد تجاوزت و تتجاوز اختلافاتها المبدئية ، لتتحد في توجيه انتقامها المتمحور حول فكرة الانتقام اللاشعوري تجاه ما يشعرها با ختلافها مع محيطها و عدم تناغمها مع الطبيعة الغير مدرك بالنسبة لهم .
و لذلك تصبح خطرا محدقا و متربصا بكل ما يذكرها بألم فقدان الألم يتحقق الأمل المستحيل .
و هذا هو الذي يحدث في ليبيا اليوم بأجمعها .
من شعور المدعو عبد الرحمن السويحلي بعدم أهميته بالمطلق حتى الان برغم موقعه الذي أتت به ظروف الوضع الراهن ، الى اخر فرد يتفانى في إظهار نفسه بانه من أنصار نظام لا يدرك ما معناه و لا ماهيته .
كلهم أفراد جمعتهم أهداف و جههم اليها قدرا لا بعنيه رضاهم من سخطهم ، و إنما هي الحياة و إرادة الله . ووقانا الله شر الأثر السلبي للامل المستحيل .