محمود السوكني
رداً على هرطقات ما يسمى برئيس السلطة الذي لا سلطة له ، هاهي دول إيرلندا وإسبانيا والنرويج تقرر الإعتراف بدولة فلسطين على أساس حدود عام 1967 وذلك إعتباراً من يوم 28 مايو الجاري وتأتي هذه الخطوة لتعطي للقضية الفلسطينية زخماً جديداً في الدول الأوروبية التي لا تعترف معظمها بدولة فلسطين . كان هذا الإعتراف بمثابة الإعلان عن تعاطف هذه الدول مع القضية الفلسطينية التي اعادها للأذهان طوفان الأقصى وما تقترفه دولة العصابات الصهيونية من جرائم في حق الإنسانية منذ أكثر من سبعة أشهر .
لقد كان لفعل المقاومة وقعه السحري على تسليط الضوء على القضية التي دخلت عالم النسيان ولم يعد احداً يذكرها إلا من رحم ربي ، حتى أن (الأشقاء) الذين يسألون عنها ويتحملون وزرها على نحو ما ، لم يعودوا يبحثون في تفاصيلها بل أنهم لفظوها وشجعوا الأخرين على نسيانها عندما سارعوا إلى مهادنة المحتل والاعتراف بحقه في الوجود ومساعدته بشتى الطرق على تكريس الإحتلال وأخر الأمر الهرولة في سباق محموم على التطبيع معه والإذعان لمطالبه المذلة .
كان هذا هو الحال قبل السابع من إكتوبر وطوفان الأقصى المبهر ، فإذ بإنتفاضة رجال المقاومة الأفذاذ وماصنعوه من إعجاز يكشف عن هزال الكيان المسخ وإمكانية تمريغ انوف الصهاينة المحتلين في الوحل القذر الذي يليق بهم وأن يتم تعريتهم وإلحاق الهزيمة المنكرة بقواتهم وبمن يحتمون بتلابيبه.
لقد صعق الرأي العام العالمي عندما إستمع مندهشاً إلى كلمة (فخامة الرئيس) التي كانت تتنافى مع حقائق الأمور وتخالف الواقع وتعكس حالة الجبن والمسكنة التي تعيش فيها السلطة وإستسلامها المذل وخنوعها المخزي لغطرسة الإحتلال وتجنيه على الشعب الفلسطيني دون أن تحرك ساكنا وعلى العكس من ذلك قامت بتقديم فروض الولاء والطاعة للمحتل وحاول ساستها التقرب من قادته الذين لم يعيرونهم إهتماماً رغم كل هذا الإنبطاح .
رغم كل هذا العطن ، لم تتأخر هذه الدول في الإنحياز إلى الحق ولو جزئياً بإعترافها بدولة فلسطين وهو ما يلبي مطالب شعوبها التي خرجت في مظاهرات حاشدة تندد بالإجرام الصهيوني وينتصر لإرادة الثورة الطلابية التي ما كان لها أن تكون لولا هدير طوفان الأقصى .