نيفين الهوني /تونس
احتضنت ولاية سليانة الأيام القليلة الماضية فعالية ثقافية استثنائية حملت اسم أليف سليانة وهو يوم ثقافي سعى كل من كان حاضرا في أن يكون أكثر من مجرد تظاهرة فنية وقد جاء هذا الحدث بتنظيم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسليانة تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية بالشراكة مع منتدى تونس للتنمية ومركز أليف حيث شهد اليوم الثقافي حضورا رسميا لافتا عن وزارة الشؤون الثقافية وعلى رأسهم مدير الإعلام بوزارة الشؤون الثقافية الاخت يسر الحزقي والأخت المندوبة الجهوية للثقافة حنان بالناجم التي واكبت مختلف فقرات التظاهرة وأشرفت على جزء من تنظيمها كما سجل الحدث مشاركة مسؤولين بارزين من مؤسسة تونس للتنمية من بينهم الاستاذين بدر الدين والي وحسان المناعي ليبرز اليوم الثقافي التقاء الثقافة بالتنمية والتشغيل
وقد ضم البرنامج العام الذي افتتح بالكلمات الترحيبية لكل من الأخت يسر الحزقي مدير مكتب الإعلام بوزارة الشؤون الثقافية والاخ حسان المناعي المدير التنفيذي لمؤسسة تونس للتنمية ندوة فكرية شكلت العمود الفقري لليوم الثقافي أدارها الأستاذ مبروك المناعي وجمعت ثلة من الأكاديميين والباحثين الذين جاءوا حاملين معهم خرائط جغرافية وحكايا تاريخية حيث قدم كل من الأستاذ منجي برقو والأستاذ أحمد الحمروني مداخلات معمقة تناولت الإرث التاريخي للجهة والزوايا الصوفية ودورها الاجتماعي والروحي ومحطات المقاومة والتحولات السياسية والعمارة التقليدية وما تختزنه من طباق دلالية وأيضا الهوية الثقافية لسليانة بوصفها مساحة تتقاطع فيها الجذور مع الرموز فتحولت الندوة إلى سردية جماعية تعيد ترميم ذاكرة المدينة وتوثق حكاياها الإنسانية وكأن الكلمات جاءت لتمسح غبار تاريخ يقف شاهدا كلما اُستدعى
ومن فضاءات الذاكرة إلى براحات الروح استضاف يوم أليف سليانة نخبة من الشعراء الذين شاركوا في أمسية شعرية ضمت قراءات في الفخر والاعتزاز والوصف والمشاعر الانسانية والقيم جمعاء وقد شارك في الأمسية كل من الهادي بن مسعود وصلاح الرحيمي وعبد الله الزريبي وسعيد شلبي وكان مسك الختام الأستاذة والشاعرة سامية الزواغي التي حضرت ممثلة عن وزارة الثقافة تونس وشاركت في الأمسية بطلب من الجمهور اتكأت على الذاكرة الوجدانية فكان الشعر جسرا بين الماضي والحاضر بين لغة الأرض وصمت الجبال وبين صوت الإنسان وملامح المكان

وضمن فضاء العرض وجد الحاضرون أنفسهم أمام معرض فوتوغرافي يجمع صورا لمعالم سليانة التاريخية والطبيعية جبال تشرف على السهول أضرحة تتكئ على الذاكرة ووجوه حرفيين تروي ما لا تقوله الكلمات إلى جانب ركن خاص بالحرف التقليدية والمنسوجات والمنتجات المحلية قدم فيه الحرفيون من مختلف مناطق الجهة إبداعاتهم التي تمزج بين البساطة والدقة وبين الأصالة ومتطلبات اليوم
وتميز أليف سليانة أيضا بمبادرة رمزية ذات دلالة قوية حيث تم تكريم المؤسسات المشغلة بالولاية في إشارة واضحة إلى ربط الثقافة بسوق الشغل وتعزيز دور الفاعلين الاقتصاديين في دعم الحراك الثقافي والمجتمعي وحاول المنظمون من خلالها التعبير عن أن الثقافة ضلع من أضلاع التنمية لإحياء الذاكرة التاريخية والثقافية لسليانة وإبراز التراث المادي وغير المادي للجهة وتعزيز الشعور بالانتماء لدى السكان وربط الثقافة بالتنمية والتشغيل عبر تكريم المؤسسات الشريكة بالإضافة إلى إتاحة مساحة للحوار الأكاديمي والفني حول تاريخ الجهة وهويتها
أليف سليانة كان يوما احتفى بماضي المكان واستعادت فيه الولاية صوتها الثقافي وذاكرتها التاريخية والجغرافية هو فعل استعادة للتاريخ وللهوية والتفاصيل الصغيرة التي تصنع روح المكان وتمنح الإنسان مرآة يرى فيها نفسه وامتداده وجذوره














