بقلم ::إبراهيم فرج
إلى متى يكون حالنا هكذا نحن أهل الجنوب تستنهض هممنا عندما يضيق العيش بنا ونغض طرفاً عندما نشعر بالملل ونفرح باليسير. الذي لا يسد رمقاً … وكاننا نهرب من مواجهة واقعنا فكل مشاكل الجنوب تتوالى عليه بسبب التفريط الحاصل من أبناؤه … تجدنا في وقت نشعل صفحات التواصل صراخاً واستجداءً وتحركات نراها هنا وهناك … وما نلبث حتى تجدنا وقد انشغلنا بغيرها في أشياء لا تعنينا … صرخنا وطالبنا وتحركنا وبذلت المساعي لحل مشكلة الكهرباء وصلت الجهود الى مبتغاها بأن جاؤو من يكملون تجيز المحطة واحتفلنا وصرنا نبارك كل خطوة تنجز … ولكن في الجانب الاهم نسينا كيف نوفر أسباب الامن والتي كان يجب أن تكون مضاعفة بعد تلك الجهود لنتفاجى بأمر أختطاف المهندسيين الاجانب لتتوالى علينا المصائب والاحباط ونعود للولوله والصراخ من جديد ونبحث عن من نلقي عليه تبعات أهمالنا ألم يكن من المجدي ان نحافظ على ما تحصلنا عليه بتكثيف الامن وعدم ترك الامر وأستسهاله لكي لا نقع في المحظور … وها نحن نشاهد رحيل الطاقم الاجنبي الذي كنا نعول عليه في أستكمال هذا المشروع .. وعدنا لنقطة الصفر من جديد … وهكذا بدا العويل ولن ينتهي هذه المرة قريبا كما أننا لن نجد من يصغي ألينا لاننا نحن المفرطيين ونحن من سمح بتسرب الامل من بين أيدينا … وهكذا الامر يسري على كل ما يعني منه الجنوب … سواء في أزمة الوقود أو الغاز أو البنية التحتية لجنوبنا …أو .. أو .. الكثير من المعاناة … وهنا أعيد تساؤلي … إلى متى ؟ … الى متى لا نستحضر انفسنا ونتدارس كل أمورنا الحياتية ونضع الخطط الناجعة لمواجهة مشاكلنا ووضع الحلول لها بشكل متكامل دون ثغرات تؤدي بنا الى ما نعانيه في مثل هذه الحالة … يجب علينا استنهاض أنفسنا وعدم الاتكال على الحلول الجاهزة التي ننتظرها من الغير … لم تعد تنفع البيانات ولا الوقفات الاحتجاجية التي تاتي كردة فعل بعد وقوع الكارثة .. الجنوب اصبح مشتت وضائع بسبب أبناؤه وهذا ما تعكسه الوقائع … فهل ياترى سنرى تغييراً للواقع المهين وهل سنرى تحركاً يطمر كل ما نعانيه ونلتفت الى ما يعانيه جنوبنا .. ليس تحيزاً للتقسيم او ما شابه فوطننا لن يجد الأمان ما لم يجد جنوبه أماناً وكذلك لن يجد الجنوب أماناً ما يتحرك أبناؤه لتأمينه دون التعويل على حكومات ليس لها من الامر شيئا غير البقاء على سدة الحكم … فلا تبخسوا قيمتكم بأيديكم … فأنتم تستطيعون إذا ما أردتم … فهل من إرادة لديكم … حفظ الله جنوبنا وليبيا