تقرير :: حواء عمر بن نزهه
متعة كبيرة أن ترافق كتابا ، بل وأن تعالج ما تعرض له من تلف وتمزق وتفكك في صفحاته فتعيد تنسيقه وترتيبه ودمجه وتشبيكه ، فكيف وهذا الكتاب هو قرآن الله المقدس حيث نظمت نساء مسجد “شيخ الإسلام ابن تيمة “في مدينة سبها ” بحي المنشية ” ,خلال الأيام الماضية ورشة عمل لصيانة وتجليد القرآن الكريم, استهدفت الورشة عددا من المعلمات والطالبات ,وربات البيوت ,من مختلف الأعمار,حيث قمن بصيانة ما يقارب 72 مصحفا بشكل كامل في غضون أسبوعين ، كانت أعمال الصيانة والتجليد والتغليف تتم بشكل يومي داخل المسجد وخارجه ، فبعض السيدات أخذن معهن المصاحف لبيوتهن لإتمام العمل عليه بمنتهى السعادة كانت القارئات في مسجد ابن تيمية يعملن على صيانة المصحف الشريف وكانت عدسة صحيفة فسانيا ترصد عملهن وكانت البداية مع المعلمة “عائشة ثابت الكانمي”المشرفة على الورشة “
عَـائِـشَة ثَـابِـت : غِـيَـابُ الْـعُـنْـصُـر النّـسَـائِيّ عَـنْ وِرَش التّـدْرِيـبِ
والتي بدأت حديثها معنا قائلة : أود أن أشكر أولا الجهة الرسمية الداعمة لنا وهي جمعية صيانة المصحف والورشة التدريبية الدائمة لصيانة المصحف ,في منطقة ميزران (الزيتونة \طرابلس),وأود أن أخص بالشكر الأستاذ مبروك أحمد الأمين ,وذلك لأنه الداعم الأساسي لنا دائما وأبدأ . غياب العنصر النسائي عن ورش التدريب وأضافت” قبل ثلاثة أو أربع سنوات مضت تدربنا علي يد” الدكتور عز الدين عرفات”, و أثناء تدريبنا لا حظنا غياب العنصر النسائي ، فكنا أنا و زميلاتي نورا المهدي ، مريم أرحيم فقط المشاركات من العنصر النسائي في الورشة ولهذا أحببنا أن ننقل هذه التجربة الجميلة ،ونفسح المجال لتعليم وتدريب الطلبات على صيانة المصحف .
آيـَة أبُو سِيف : وَرْشـَة رَائِـعَـة وَنـشَـاطٌ جَـمـَاعِيّ زاد مِـنْ جَـمَـال الْـعَـمَـل
هل يحتاج المصحف الشريف لصيانة بشكل دائم ؟ في حقيقة الأمر نعم وهو ما دفعنا لاتخاذ هذه الخطوة وهو ما يتعرض له المصحف اليوم من تمزيق وقلة العناية الجيدة به ,إضافة إلى الإهمال الملحوظ للمصحف من قبل ذوي الشأن في أغلب جوامع المنطقة, ونحن نسعى جاهدين لحفظ كتاب الله المحفوظ ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) هل ستواصلون الصيانة رغم قلة الإمكانيات والأوضاع الصعبة للمدينة؟ نعم استأنفت ورشة صيانة المصاحف أسبوعها الثالث على التوالي , عاملين علي تشييد المصاحف وإعادة إصلاح الممزق أو المتهالك منها ، وواجهتنا عدة عراقيل عند صيانة بعض المصاحف بحيث كانت هناك أجزاء ممزقه و أخرى مفقودة ، وهذا من أثر الإهمال و هذا أثار غضب المتدربات ، و عرقل سير العمل .
المشتركات من مختلف الفئات العمرية والثقافية والفكرية كم عدد المشتركات ’وكيف كان قبولهن للعمل خلال هذه الورشة ؟
الحقيقة العدد كبير جدا من مختلف الفئات العمرية من عمر السبع سنوات إلى ربات البيوت والحاجّات اللواتي في عمر الستين سنه فما فوق ,أما الفئة العمرية المتوسطة ,فكانت من فتيات مدارس الإعدادية ,الثانوية,وطالبات الجامعة ,والموظفات، وكان الهدف من هذا المزيج هو اكتشاف المواهب والبحث عن المميز والأفضل فهذه ورشة توعوية، و نحن نسعى إلى إقامة ورشه أخرى في وقت قريب إن شاء الله تعالى .
وأشارت : أصبح لدينا متعلمات ومشرفات بهذا الخصوص…وما ينقصنها هي العدة الكاملة ، والتي تحصلنا على الأغلب منها ,من جمعية صيانة المصحف في طرابلس ، بعد الاطلاع على أعمالنا التي نالت إعجابهم في المرة الأولى .
نوهت ” نشكر صحيفة فسانيا التي اهتمت بشأننا ,وسلطت الأضواء على هذا الجانب الذي قد يبرز أدوار ومواهب المرأة بشكل خاص والمتدربات بشكل عام وعلى أمل منا بالتطور والازدهار في الورش القادمة بعون الله تعالي .
رأي المتدربات وصرحت ” المتدربة خديجة يوسف” هذه كانت هي المرة الأولى التي أساهم فيها في مثل هذا النوع من الورش ,ورغم كل جديد يمر عليّ كنت أتعلم من زميلاتي في العمل ,وبفضل من الله أصبحت الآن أستطيع التجليد ,والصيانة معا ,سواء إن كانت خفيفة أو ثقيلة.
ما المقصود بالصيانة الخفيفة والصيانة الثقيلة ,وهل يوجد فرق بينهما؟
صرحت : منار أحمد أحد المشرفات بالورشة :بالتأكيد هناك فرق فالصيانة الخفيفة و تشمل تلصيق الغلاف الخارجي ,وضبط الجزء المنفك من المصحف فقط,أما بالنسبة للصيانة الثقيلة أو الكاملة ,وهي تتضمن تجميع الجزء المفقود من المصحف ,ومن ثم العمل على الغلاف الخارجي بالكامل .
ما هي الأدوات التي قمتِ بالعمل بها أثناء هذه الورشة؟
ذكرت :فاطمة عمر كانت أدوات عديدة منها ,المقص ,والغراء ,والغلاف الخارجي ,البطانة ,الكعبة ,وشريط الزينة ,والشريط التعليمي وغيرها من الأدوات ,فلكل أداء وظيفة معينة ,تشارك عملية صيانة كل مصحف ليصبح متكاملا في النهاية. هل حصرت الورشة مدينة سبها أم عمت كل مناطق الجنوب ؟
قالت ” أيه أبو سيف البالغة من العمر 19 سنه” من حسن حظي أني شاركت في هذه الورشة ، فهي المرة الأولى التي أشترك فيها في ورش مشابهة,وكل ما أتمناه هو أن تتسع مثل هذه الدورات على نطاق واسع في المنطقة ,في الحقيقة كانت المشاركة في هذه الورشة مميزة و أكثر من رائعة ، فكونه كان نشاطا جماعيا ” ما زاد من جمال العمل ,لقد قمت بسلّ فرت بعض المصاحف أي بمعنى التنظيف من الخارج هذا طبعا بعد فك الجزء الذي يوجد به الخلل ويجب علينا إعادة ضبطه من البداية,ومن ثم استوفيت الأجزاء الضائعة من المصحف ، والغلاف الخارجي وهذه تسمى بالصيانة( الكاملة أو الثقيلة ) ، إضافة إلى ذلك عبرت آيه عن غضبها حول تمزق المصاحف ,والذي
أشارت إلى أن هناك قلة وعي في المراعاة والاهتمام من الطلاب الصغار بالسن ربما ما أدى إلي تشويهها بهذه الطريقة . وختمت حديثها معنا ” أن الدورة كانت تتضمن فئة من مختلف الأعمار ولا تخص عمرا معينا بل شارك فيها الكبير والصغير معا ,إضافة إلى أن الجهود كانت ذاتيه ولم تمنحنا أي جهة وتزودنا بأدوات العمل حتى الأوقاف , وأنا سعيدة بأن تبرزوا دور المرأة التي قامت بهذا العمل ,وجمال العطاء والأعمال الخيرية الخالصة لوجه الله على أمل من المزيد منها في مجتمعنا. وأفادت ” مبروكة أدم البالغة من العمر 25سنه ” كنت من المشرفين على المتدربات الصغار في العمر حيث اكتسبت الخبرة بفضل الله من خلال معلمتي التي أشرفت على تعليمي إياها من قبل ,وكان أغلب تركيزي على الطلبات صغيرات السن ,لأن تلك الطلبات يحتجن إلى من يراقب عملهن نظرا لصغر أعمارهن ,وإضافة إلى أن هذه كانت المرة الأولى التي يقمن فيها بصيانة المصاحف . أما المتدربة فاطمة عمر فتقول اتصلت بمعلمتي التي تخلفت عن الحضور إلى المسجد لأيام متواصلة فأخبرتني أنها في مدينة طرابلس ,حيث ذهبت لجلب المعدات الناقصة لدينا .
فَـاطِمَـة عُـمَـر : اسْـتَـأْذنْـتُ مُـعَـلّـمَـتِي فِي نَـقْل التّـجْـرُبـَة إِلـَى بَـيْـتِـنَـا وَوافقَت
والتي بسببها تم إيقاف العمل وتأجيله لوقت آخر ,وبعد أسبوع حضرت المعلمة وهي بكامل المعدات اللازمة ,ومن هنا انطلقنا فاستأنفنا العمل من جديد ,ومن خلال خبرتي البسيطة التي أكتسب ,استشرت معلمتي بأن أنقل هذا العمل إلى منزلي ’وحسب خبرتي وافقت المعلمة .وبفضل الله تعالى …..تم العمل في منزلي على ما يرام حيث أني استطعت أن أفيد أخواتي وكنّ مبتهجات بهذا العمل الجميل ,وأضافن من وجهة نظرهن ما كان يزين العمل جمالا هو استرداد المصحف في أفضل صورة ,بعد التمزق الذي ألحقه به من أثر الإهمال, والنسيان ,لفترات طويلة . حتى أنه تم تكريمنا من قبل المعلم في نهاية الموسم ,وبأخص المجموعات التي عملت على الأعداد الهائلة من الصيانة ,وتكريم ربات البيوت ,وكل المشتركات المميزات من حيث العمل الأكثر جدارة.وبفضل الله تعالى الكل تحصل على التقدير ,الذي يستحق في النهاية .
سِـعْـدَة بِـنْ نَـزْهـَة : أَسْـتَـطِـيـعُ أَنْ أَفـْـتَـحَ وَرْشـَة صِـيَـانـَة إِذَا مَـا سـَانَـدَتـنِي الظّـرُوف
تي تخلفت عن الحضور إلى المسجد لأيام متواصلة فأخبرتني أنها في مدينة طرابلس ,حيث ذهبت لجلب المعدات الناقصة لدينا .والتي بسببها تم إيقاف العمل وتأجيله لوقت آخر ,وبعد أسبوع حضرت المعلمة وهي بكامل المعدات اللازمة ,ومن هنا انطلقنا فاستأنفنا العمل من جديد ,ومن خلال خبرتي البسيطة التي أكتسب ,استشرت معلمتي بأن أنقل هذا العمل إلى منزلي وافقت المعلمة وبفضل الله تعالى …..تم العمل في منزلي حيث استطعت أن أفيد أخواتي اللواتي ابتهجن جدا بهذه التجربة . وأشارت : ولعل أجمل ما في موضوع التجليد وهو استرداد جمال المصحف الشريف وترميمه وجعله في أفضل صورة بعد التمزق الذي لحق به من أثر الإهمال, والنسيان ,لفترات طويلة .
وأضافت : لقد تم تكريمنا من قبل المعلم في نهاية الموسم ,وبالأخص المجموعات التي عملت على الأعداد الكبيرة من الصيانة ,وكرمت ربات البيوت أيضا ,وكل المشتركات المميزات من حيث العمل الأكثر جدارة .وبفضل الله تعالى الكل تحصل على التقدير الذي يستحق في النهاية ، ومجموعتنا عملت على ترميم سبعة مصاحف ,وعملنا بمنتهى الحب كفريق واحد المتدربة : سعدة بن نزهة قالت كنت إحدى الملتحقات بالورشة في نهايتها كان دوري لا يختلف أبدا عن بقية المشتركات الأخريات ,ولكن كوني التحقت بالعمل في النهاية ,فهذا ما أربكني ,كنت أقول يبدو أنه عمل صعب للغاية ,ولكن عندما تم ضمي إلى فريق العمل من قبل المعلمة ,اختلف شعوري تماما ومع العمل والممارسة ,تحت إشراف معلمتنا أصبحت أدرك كيف تسير خطة العمل ,وكيف تكون البداية والنهاية ,في كل جزء من العمل ، الآن وبفضل جهود المشرفات ,أستطيع أن أفتح ورشة صيانة إذا ما ساندتني الظروف ,وتحصلت على كل معدات العمل . وفي ختام جولتنا توجهنا للمشرفة والمدربة عائشة ثابت بالسؤال هل سيتم افتتاح ورش عمل مشابهة في الفترة القادمة ؟ أجابت: مؤكد بعد التوفيق الذي أهدانا الله سبحانه وتعالى من خلال الصيانة الأولى التي تضمنت ما يقارب 72 مصحفا ,تحصلنا على التقدير المطلوب من الجهة الداعمة لنا من طرابلس ,حيث تم توفير النواقص ,والمواد التي نحتاجها لاستئناف العمل ’وعلاوة على ذلك تم تكليفنا بورش عمل أخرى ,والتي ستكون خلال هذه الأيام , نحن نتوقع العمل على نطاق واسع في المنطقة في الأيام القادمة .