فسانيا :: ماجده سيدهم
تلبية للدعوة المقدمة من المؤتمر الدولي العربي لإعلام ذوي الإعاقة وتحت شعار (الإعلام العربي في حالات الطوارئ للمعاقين) تقدمت الكاتبة الليبية والإعلامية الكبيرة سليمة محمد بن حمادي لتمثل دولة ليبيا عن المنطقة الشرقية وذلك ضمن مشاركة 12 دولة عربية من كبار المسؤولين والعلماء والمتخصصين في المؤتمر والذي أقيم ( بفندق بيراميدز بارك ريزورت ) القاهرة من الفترة /من 1 حتتى 5 نوفمبر 2021 م /و تحت رئاسة الدكتور / عبدالباسط محمد عزب، رئيس المركز العربي لإعلام ذوي الإعاقة. والرئيس الفخري الدكتور /ناصر الموسى رئيس اللجنة العلمية في مجلس الشورى..المملكة العربية السعودية. وفي أجواء طيبة مؤمنة بالرسالة الإنسانية تجاه الفئات الأكثر احتياجا بالرعاية والاهتمام لاقت ورقة العمل التي تقدمت بها الكاتبة سليمة محمد بن حمادي عن جزء من كتابها المميز في هذا الشأن “سلسلة تثقيفية حول الإعاقة الذهنية “استحسانا وتأييدا كبيرا .
إذ كانت الورقة هي الأكثر فاعلية وتأثيرا من بين كافة المشاركات. ونظر للاهتمام الخاص والذي تتبناه الكاتبة بهذه الفئة جاء عنوان الورقة ( رسالة إلى والديّ الودودانِ ) لتحمل في طياتها الصفات المختلفة لطفل ( المتلازمة داون ) السلوكية وتنبيه ولي الأمر لأمر الاختلاف بين الطفل السوي والطفل المتلازمة داون .. بأسلوب سلس و مبسط يناسب كل ولي أمر حباه الله بطفل من هذه الفئة.
من هي إذا سليمة محمد بن حمادي؟ كاتبة ليبية .. امرأة ليست عادية ..صاحبة رسالة و قلم مميز .. مهموم بقضايا المجتمع اجتماعيا وثقافيا وتنمويا .هي المرأة الواعية المشغولة دوما بقضايا النساء والفئات الضعيفة ..مؤمنة بالعمل التطوعي بلا أدنى مطامع فهي رئيسة لجمعية النهضة الأهلية ( العريقة) والتي تأسست عام 1963 م بأهدافها الخيريه والاجتماعية و الثقافيه بمدينة درنة.. ذات يوم من عام 2008 م وبناء على طلب العديد من الأمهات أسست الكاتبة سليمة محمد بن حمادي مركز السعيد للإعاقة الذهنية .. يوم بدأت الخطوة الأولى تخلت بكل هدوء عن سوارها الذهبي لتضع أول لبنة في تحقيق الحلم الصعب مع بعض المعلمات الفاضلات من متطوعات جمعية النهضة حتى أصبح المركز صرحا مشهود له بالنجاح لتبدأ مشوار الرعاية النفسية والصحية وتنمية المهارات والقدرات الخاصة لهؤلاء الأطفال المتميزين وفق متخصصين في هذا المجال وأصبح مركز السعيد للإعاقة الذهنية جزءا لا يتجزأ عن جمعية النهضة والتي أصبحت له الإدارة العليا. ومابين الدورات التدريبية التربوية للمتطوعات والآباء تسعى الكاتبة بلا كلل لرفع مستوى الوعي بتعريف المجتمع بمشكلات الإعاقة وتصحيح كافة المفاهيم السلبية تجاه هؤلاء الأشخاص بأن يكون التعامل معهم باعتبارهم مواطنين عاديين يواجهون صعوبات خاصة في الحصول على احتياجاتهم الإنسانية العادية . بل واجب المجتمع أن يزيل من أمامهم كل العقبات التي تعيق عملية تمكينهم ودمجهم في المجتمع وذلك من خلال إقامتها للندوات ومشاركتها الفعالة في العديد من المؤتمرات وكتابة المقالات عن كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة الذهنية بصورة مثمرة. دخلت سليمة محمد بن حمادي المعترك الصعب تتصدى للعديد من التحديات من أجل هؤلاء الأطفال وتعلن عن إنجازات وتطورات مهارتية وسلوكية طيبة أحدثت الفرق الكبير في حياة العديد من الأسر. ولازال مشوارها في مجال العمل التطوعي يحمل الكثير من التطلعات يبوح بها القلم في سطور مخلصة تؤكد مقدرتها على التنفيذ والتحدي والنجاح . لذا جاء كتابها” سلسلة تثقيفية حول الإعاقة الذهنية” نظير جهد ومثابرة ووعي وتحليل ناضج إثر المعايشة الرحيمة مع منتسبي مركز السعيد. ومن ثم لاقى الكتاب إقبالا كبيرا باقتنائه كإضافة مهمة للمكتبة العربية في هذا الشأن.
جاءت توصيات المؤتمر بدعم المزيد من التواصل والعمل المتجدد والاستفادة من قدرات وسمات الإعلام الجديد في تنمية ورعاية الأشخاص ذوي الإعاقة خاصة وأن وسائل وأدوات الإعلام الجديد تمتلك القدرات الزمنية والمكانية وتعتبر فارس هذا المجال لما تتمتع به من قدرات زمنية ومكانية وسمعية وبصرية فائقة. سليمة بن حمادي صورة مشرفة للمرأة العربية بشكل عام والمرأة الليبية بشكل خاص. أضافت للمؤتمر شيئا من التميز بحضورها الفعال عندما أهدت زملاءها في المؤتمر من جميع الأقطار العربيه كتابها، بينما أهدت لمدينتها الرائعة درنة ولوطنها الغالي ليبيا فخر نجاحها في هذا المؤتمر والذي يستحق بالفخر أن يحقق فرصة الالتقاء بها مع كافة المهتمين في القاء الضوء والتعرف عن قرب بكافة تفاصيل رحلتها التطوعية بالقاهرة لتحفيز انتشار فكرة العمل التطوعي بين الشباب فضلا عن تكوين وتدريب كوادر جديدة مسؤولة في تحمل راية العمل الخدمي والاستفادة العملية الأمثل في المزيد من الإضافة والتطوير الإيجابي بمركز السعيد. كل ذلك من خلال الاهتمام بتفعيل توصيات المؤتمر الجادة ليمتد هذا النشاط الإنساني إلى العديد من المدن الليبية الأخرى بذات القوة والنجاح. هي رسالة إنسانية للكاتبة النبيلة سليمة محمد بن حمادي. هنيئا لكِ ليبيا بهكذا نساء.