الحرب لن تتوقف !

الحرب لن تتوقف !

  • محمود السوكني

تأكيداً على جاء في مقال الإسبوع الفائت عن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وولايته الثانية في البيت الأبيض وما أصدره من قرارات  وما  القاه من تصريحات ، هاهو يفاجئنا بطلب مستفز من بعض الدول العربية بشأن ترحيل فلسطينيي قطاع غزة إلى أراضيها بداعي إستحالة العيش في القطاع الذي دُمِّر بالكامل ولم يعد يصلح للعيش فيه (!) والترحيل هنا لا يجب أن ينظر إليه كموقف إنساني نبيل أوجعه حال السكان وتعاطف مع مآساتهم فتبرع بإيجاد ملجأ أمن لهم ، لا ، ليس الأمر كذلك على الإطلاق ؛ التدخل الأمريكي بمقترحه المستفز هذا يصب في صالح مخطط التهجير الذي تسعى حكومة الإحتلال إلى تنفيذه كخطوة أولية نحو إحتلال القطاع وضمه إلى الكيان المسخ ، ونحن هنا لا نخمن ولكننا ننقل ما قاله وزير مالية العدو الذي صرح بصفاقة وتعال ( بأننا سنقوم بإحتلال القطاع بعد أن نستلم بقية الرهائن المتفق عليهم في المرحلة الأولى) والذي أضاف (نشجع على ترحيل الفلسطينيين إلى الدول المجاورة لحياة أفضل لهم ) !

يجب أن يدرك الجميع ، أن هذا الكيان المسخ لن يتوقف عن الحلم المزعوم بإنشاء (إسرائيل الكبرى) وقد وجد ضالته بعودة ترامب إلى الحكم وهو الذي لا يعترف بحل الدولتين ، وسبق وأن أصدر  أثناء ولايته الأولى ،  مجموعة من القرارات التي تتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني ، ولم يخفي إنحيازه الكامل لدولة الإحتلال ووقوفه إلى جانب حكومتها الدموية ، وقد وعد -ضمن وعوده الكثيرة- خلال حملته الإنتخابية بتوسيع جغرافية دولة الإحتلال ! وكانت أولى قراراته في بداية ولايته الثانية ، الإفراج عن صفقة القنابل التي جمدها بايدن والتي تزن الواحدة منها أكثر من طن ويمكن أن تقضي على أكثر من ثلاثمائة إنسان فور وقوعها ، وكانت إدارة بايدن قد أوقفت تصديرها لجيش الإحتلال بعد أن تسببت في مقتل الألاف من المدنيين الأبرياء .

أعود واكرر وأنا مسئول عما أقول ، لن تتوقف الحرب مادام النتن على رأس العصابة في تل أبيب حتى لو كان في نيته ذلك (!) لسبب بسيط وهو انه موعود بمواجهة  قضايا فساد متراكمة ستنتهي به حتماً إلى غياهب السجون ، لذا فإن بقائه في السلطة ، وإنغماسه في الحرب تحميه ولو إلى حين من الأحكام التي تنتظره . إن خذلان (الأشقاء) وعودة ترامب التي أرجو أن لا تطول ، سببان لعودة محتملة  للقتال الذي لن ينتهي إلا بسقوط حكومة النتن ، وعلى (الأشقاء) أن يدركوا أن المقاومة الباسلة لا تدافع عن الأراضي الفلسطينية وحدها ، ولكنها تمنع العدو عن إحتلال بلدانهم التي إمتحن بعضها ولم يجد مقاومة تذكر بل نحيب وعويل ورسائل إحتجاج !

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :