- د- أحمد الأزهري
لو علمت أنك تموت غدا ما مقدار ما تغير من عملك ؟! لعلك ستغير عملك كله…. !!! – فماذا لو قيل لحماد بن سلمة إنه يموت غدا…؟ – لَوْ قِيلَ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ إِنَّكَ تَمُوتُ غَدًا مَا قَدَرَ أَنْ يَزِيدَ فِي الْعَمَلِ شَيْئًا – كيف كان عمله في يومه …؟! – طاعة وعبادة: حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : لَوْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي مَا رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ ضَاحِكًا قَطُّ صَدَقْتُكُمْ ، كَانَ مَشْغُولًا بِنَفْسِهِ إِمَّا أَنْ يُحَدِّثَ ، وَإِمَّا أَنْ يَقْرَأَ وَإِمَّا أَنْ يُسَبِّحَ ، وَإِمَّا أَنْ يُصَلِّيَ ، كَانَ قَدْ قَسَمَ النَّهَارَ عَلَى هَذِهِ الْأَعْمَالِ – فكيف كان جمعه للمال… ؟ كان لا يزيد على قوت يومه شيئا … كُنْتُ آتِي حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فِي سُوقِهِ فَإِذَا رَبِحَ فِي ثَوْبٍ حَبَّةً أَوْ حَبَّتَيْنِ شَدَّ جُونَتَهُ فَلَمْ يَبِعْ شَيْئًا ، فَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ ذَاكَ يَقُوتُهُ فَإِذَا وَجَدَ قُوتَهُ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ شَيْئًا – فكيف كانت خاتمته…؟ من جنس عمله سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : مَاتَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ يُصَلِّي – فكيف كان جزاؤه عند ربه…؟ في أعلى عليين … رُئِيَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ : مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ ؟ قَالَ : غُفِرَ لِي ، قِيلَ : فَمَا فُعِلَ بحمادِ بْنِ سَلَمَةَ ، قَالَ : هَيْهَاتَ ذَاكَ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ. اللهم أصلح أعمالنا وأحسن خواتيمنا.