بقلم ::  وجدان عبد العزيز :: الشاعر والناقد

حينما نتحدث عن الشاعرة حنين عمر، نتحدث عن الرومانسية التي هي أصل كلمتها من : رومانس romance باللغة الإنجليزية ومعناها قصة أو رواية تتضمن مغامرات عاطفية وخيالية ولا تخضع للرغبة العقلية المتجردة ولا تعتمد الأسلوب الكلاسيكي المتأنق وتعظم الخيال المجنح وتسعى للانطلاق والهروب من الواقع المرير، ولهذا يقول بول فاليري: “لا بد أن يكون المرء غير متزن العقل إذا حاول تعريف الرومانسية”، والرومانسية اقوى وارقى المشاعر الحقيقية
وتعني الحب ..! ماهو الحب ؟
فالحب هو الحياة التى نعيشها والهواء الذى نتنفسه !، هو الشعور بدمنا يتحرك بداخل عروقنا،هو الشعور بالخيال هو الشعور بالوجدان،هو الشعور بجمال كل ما حولنا،والحب مقياس……..للتضحية ….الصدق….الكمال….الايمان. …..الشوق….الاحلام،ماهو الحب……………؟…هو الحياة التى نعيشها !هو الهواء الذى نتنفسه ! تقول حنين عمر في قصيدتها (التلاشي ..) :

(وانا ارقص بوجع
اشتعالات تتلوها اخرى
ابحث عنك بحبٍ وشغف ..)

فالحب الذي يسكن اعماق الشاعرة، يجعلها اشتعالات مستمرة تتلوها اخرى، بسبب ذلك الغياب الذي تعانيه، ورغم هذا تبقى تبحث عنه بسطوة ذلك الحب الذي يسكن اعماقها … فالحبّ هو الشعور بالارتياح والانجذاب لشخصٍ ما، وتترتّب على هذا الشعور الجميل كثيرٌ من المشاعر المتناقضة منها: الفرح، والحزن، والشوق، والبكاء، والغضب، والابتسامة، والأمل. الحب هو الذي يُحدّد ما سيشعر به القلب في كلّ لحظةٍ من اللحظات من هذه المشاعر المذكورة، ويحددّ ما إذا كانت حياة الشّخص الذي أصابه سهم الحبّ مليئة بالورود وألوان العشق الزاهية؛ أم ستكون كئيبة تسودها ألوان الحداد القاتل للروح والنفس، وليس للقرار مكانٍ في هذا المجال لأنّه شعور يدخل القلب بلا استئذان.. اذن الرومنسية هي مجموعةأحاسيس ومشاعر، يكنها الأنسان بداخله لشخص أخر..والتعبير بالرومنسية، يكون على عدة اشياء ..مثل الشعر يتغزل بمحبوبه بكتابة وتنسيق اروع كلمات الحب والغزل..والفنان يرسم افضل اللوحات والرسومات..كذلك بطريقة التعامل ..ان عالم الرومنسية عالم رائع بكل ماتحتويه الكلمة من معاني ربما في أحيانا كثيرة نعرف الشخص الرومانسي من نظرات عينه، لأن للعيون لغة لايفهما أي شخص .. وكأني اسمع الشاعرة حنين عمر تهمس قائلة : تعلمت من الحياة .. أن دموعي لن تجرح سوى قلبي .. لن تشعر بها سوى روحي .. لن تترك أثار قهرها سوى على خدي ! تعلمت من الحياة أن أكتب أحزاني .. الامي ..جروحي بيدي على جدار قلبي وأجعلها كالسر المدفون بنبض قلبي .. لا تراها سوى عيني .. لا تحفظ سرها سوى روحي ! … تعلمت من الحياة أنه لا مخلوقاً على وجه الأرض سيحبني .. سيخاف علي .. سيحافظ علي سوى أنا فقط وليس غيري. لذا تقول في قصيدتها ( التلاشي) :

(أعيش حاله من الملل
حقيبتي مملوءة بالفراغ
ارحل وعشق في احداقك
ثم انجو في اللاشيء
سيجارتي تملني
واسراري في الاقاصي
ترقص من حزنها
ابحث في الافاق
عن بياضك وعشقي
لكن لازلت وشباك
يبكي بمرارة حزني..
وفنجان قهوتي
يبكي هو الاخر)

فالشاعرة حنين عمر تبحث عن الحب الحقيقي، لتمارس الرومانسية بصدق حبها للحياة والجمال ….

حنين عمر
التلاشي ..

أعيش حاله من الملل
حقيبتي مملوءة بالفراغ
ارحل وعشق في احداقك
ثم انجو في اللاشيء
سيجارتي تملني
واسراري في الاقاصي
ترقص من حزنها
ابحث في الافاق
عن بياضك وعشقي
لكن لازلت وشباك
يبكي بمرارة حزني..
وفنجان قهوتي
يبكي هو الاخر
وانا ارقص بوجع
اشتعالات تتلوها اخرى
ابحث عنك بحبٍ وشغف ..

الأن ودون ان اعلم لماذا
اعيش حاله من الملل
اقتربت من سيجارتي واخذتها وحاولت ان انسجم معها
واعيش معها حاله عشق كعادتي
حاولت ان افعل ذلك
ولكن شيئا ما يشعرني بالضيق
اطفائتها بعصبيه
ودخلت لتحضير فنجان آخر من قهوتي
رشفته بهدوء
كان المذاق غريب
اظنني لم احظرها كما يجب
تركتها جانبا
واخذت قلمي لاكتب
تزاحمت الافكار في راسي ولم استطع الكتابه
غريب امري هو اليوم
شئ ما ينقصني
نظرت لهاتفي المفكك
لكثرة تعصبي
وقلت نعم ربما غيابه اربكني
ــــــــــــــــــــــ

بين اليقظة والحلم
أراك
أفرح لحظة لقائك.
أتموج بكل الألوان
في حظرة وجودك
تبرق عيني
فرحاً لامتناهي
أترنح في سيل
اللحظة الصاخب
في استلاب اللوعه
من الاعماق
والفرح من الاحداق
بين اليقظة والحلم
تسكن في
تسكن جسدي
تئن بوجع صغير
على فراش الشوك
وبكل بساطه الكون
أعترف
بأني أحبك
لحدود الجنون
لحدود الموت
لحد النوم