شعر :: مبروكة بن قارح
قلبي المتأرجح في عبرة شيخ مخنوقة
دمعي المتدحرج من كومة شيب محروقة
و جراء حنيني تتلهى بعظام الجد المسروقة
جرح الشيخ ليسقي بلداً
لكنيّ دلو مشقوقه !
و دم الشيخ الباردُ لكنَّ القلب أحر من الكانونْ
القلب الفارغ كالجيبِ يغصَّ بأفواهٍ وعيونْ
أطعمنا كبد الحريةْ ..
واسقنا بدماء القانونْ ..
مرٍُُُ ُ خبز الصبر البائتِ
وكرية ُُ ُ خمر الزيتونْ !
يا شيخ العين اللوَّامة …
هذا جرحي دُسْـــهُ هوينى
عكازك ينكأ أحلامه
و أضرب بالعكاز أمامك
ينفلقُ الدم درب سلامه
إني أنزفُ
أنزفُ … أنزفُ
ضمدني ببياض عمامه !
أيا حاج جرحِ القلوب الحرامْ
و ياشعب شيبٍ يقود مظاهرةً للفصامْ
و يا صقر صمتي العجوز أحبّك
رغم تساقط ريش الكلامْ
و رغم أرانيَّ .. تأكل خبزاً من فوق رأسي
بكل منامْ
أحبكَّ .. موتُُ ُ حقيقيٌ حتى
أعيش الحياة
على ما يُرامْ …
بيني وبينك عكاز لوحٍ
و غابة شاربْ …
و همز الأقاربْ …
من ضيعوا عمرهم يغزلون لهاذي المخالب …
زوج جوارب
من أحالوا كبريائك للضمان العاطفي
ذُلْ لطابور الخلاص
عملة العربي هذا الشهر ياعمي الرصاص
فإذاً دمائك فلتوقع أي صكٍ مصرفي
يا راعش الكفين حيَّ على المعاش
إنَّ المجازر أنجست ثمن اللحوم الوطنية
و حليب أمُي صار قيحاً بعدما أنبتت سنّي اللبنيَّة
كم عفتها كم عِفتُ إسهال العروبةِ في الفراشْ
مبتورةَُ أطراف كلماتي الجميلة ..
لاساق لي لأسير في الجدد الطويلة..
لاكف لي يحملُ أزهاراً قتيلة …
لأزين الموتى بموتى كل ليلة …
من ردَّ قلبي لأرذل العمر وتركه
و أبيَّض رأسه بينما أبيضَّت عيوني
ياشيخ جُرحي فلتكن خيراً وبركةْ
و امسح بكفك عليَّ أبرأ من جنوني
عليّ أغدو أي ظلٍ في طوابير المعاش
علَّ هذا القِرْشُ أوفى بعدما خانَ الذراري
عليّ آكل لحم شعري في مجاعات انتظاري
حان دوري
بدمائي
هبني حريتي (كاش) !