محمود أمجبر
في ظل الوضع الراهن في ليبيا، تتعدد المبادرات الوطنية التي تسعى لحل الأزمة، وكل جهة تدعي أنها تمتلك الحل الأمثل لانتشال البلاد من هذا الوحل الذي وقعت فيه.
*مجالس الأعيان والمشائخ ترى أن الحل يكمن في المصالحة الوطنية بين المكونات والأفراد. ومع ذلك، يختلف الكثيرون حول كيفية تحقيق هذه المصالحة، هل تكون قبلية أم جهوية؟ ومن يحتاج إلى المصالحة بعد النزاعات والحروب التي أراقت الدماء وأدت إلى تغلب طرف على آخر؟ وأي قبيلة يمكنها القيام بهذا الدور وهي قد تكون طرفًا في النزاع؟
*السياسيون يرون أن المشكلة ليست بين الليبيين أنفسهم، بل إن الساسة هم من أفسدوا المشهد وأنتجوا الأزمات بغية السيطرة والاستحواذ على السلطة.
*النخب والقوى الوطنية تشير إلى أن المجتمع الدولي والتدخل الأجنبي هما وراء كل هذه الأزمات، بسبب الأطماع السياسية والرغبة في الاستحواذ على مقدرات البلد.
*حب الزعامة والقيادة لدى الأشخاص الذين يوهمون أنفسهم بأنهم أصحاب الحل الوحيد هو كذب. للأسف، بعض الأشخاص غير القادرين على تحليل الواقع ينجرون وراء أوهامهم. الكثير من الذين تستهويهم لعبة السياسة يذهبون إلى المكان الخطأ لتحقيق مشروعهم. أحيانًا يذهبون إلى أحد أطراف النزاع، مما يجهض الفكرة بتدخله وفرض شروطه للاستحواذ عليها وتسخيرها لأطماعه للمزيد من الانتصارات. وربما يقفزون في أحضان المخابرات الأجنبية التي تدعي حرصها على مصلحة البلد واستقراره، أو ربما يتلقفها أحد الراغبين في السلطة.
*الحل الشامل.
الحل لن يأتي إلا من خلال اجتماع سياسي، اجتماعي، اقتصادي وأمني. يجب فرض سيطرة القوات المسلحة وتأمين صناديق الانتخابات للوصول إلى دولة وحكومة قادرة على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. من خلال هذه التنمية، يمكن إنتاج قوانين ولوائح تنظم العلاقة بين الجميع.
*الخلاصة* إن الحل للأزمة الليبية يتطلب تكاثف الجهود من جميع الأطراف، مع التركيز على المصالحة الوطنية، وإصلاح المشهد السياسي، والتصدي للتدخلات الأجنبية. فقط من خلال هذه الجهود المشتركة يمكن لليبيا أن تحقق الاستقرار والتنمية المستدامة.
أهمية الحفاظ على الخطاب الإعلامي والسياسي
يجب على قادة المشاريع والمبادرات الوطنية أن يحرصوا على اختيار كلماتهم وألفاظهم بعناية تامة، وأن يتجنبوا الانجرار وراء قناعاتهم الشخصية التي قد تفسد العمل الشمولي الذي يمكن أن يلتف حوله الجميع.
*الخطاب الإعلامي والسياسي*
لا يمكن لقائد مبادرة أو مشروع أن ينعت قيادة الجيش الليبي بألفاظ وكلمات قد تباعد بينه وبين تنفيذ المشروع. كما لا يمكن أن يصدر منه تصريح صحفي أو إعلامي يتهم فيه الآخرين بالإرهاب أو المليشيات أو العمالة بدون حجة أو دليل.
*الاعتدال والتوازن*
لا يمكن لقيادة أي مشروع أو مبادرة، خصوصًا في هذه المرحلة، أن تكون عدائية أو متطرفة أو متعصبة لأي أيديولوجية سياسية أو دينية. الدخول في الصراع الديني أو الفقهي قد يفسد المشروع أو المبادرة بالكامل، خصوصًا في المراحل الأولى من دخول الجميع والالتفاف حولها.
*التعامل مع الدول والمنظمات الخارجية*
التعامل مع أي دولة أو منظمة أو كيان خارجي يجب أن يكون بحذر تام ومدروس، حتى لا تُتهم بالعمالة والخيانة. هذا أيضًا يجهض المبادرة ويجعل معظم القوى الوطنية في ريب وشك مما يحصل.
*الخلاصة*
الحفاظ على الخطاب الإعلامي والسياسي المتوازن والاعتدال في التعامل مع الأطراف المختلفة هو مفتاح نجاح أي مشروع أو مبادرة وطنية. يجب أن يكون الهدف هو تحقيق المصلحة العامة للوطن، بعيدًا عن المصالح الشخصية أو الأيديولوجيات الضيقة.
تمكين قادة المبادرات الوطنية
التمكن من توزيع الأدوار في ملف المبادرة والاستعانة بذوي الخبرة والتخصص يُعد أمرًا حيويًا لقادة المبادرة. هذا يساعدهم على التمكن من أدوات الإقناع والتنفيذ، والتعامل بفعالية مع المتغيرات والمستجدات التي قد تطرأ أثناء تنفيذ المبادرة.
استراتيجية الاختيار والتدقيق
بالتزامن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المتطورة، وعمل العديد من الأجهزة الاستخباراتية في الحصول على المعلومات حول الجميع، يصبح من الممكن بناء صورة واضحة عن الأشخاص الذين يبرزون في قيادة المبادرة. هذا يُمكّن قادة المشروع من اختيار الأفراد بعناية تامة، لضمان عدم انزلاق المبادرة في مسارات غير مرغوب فيها.
الاستفادة من الخبرات المتخصصة
الاستعانة بالخبراء والمختصين في مختلف المجالات يُعد من الخطوات الأساسية لنجاح أي مبادرة. هؤلاء الأفراد يمتلكون المعرفة اللازمة والإلمام بالتفاصيل الدقيقة، مما يمكنهم من توفير الدعم الفني والاستشاري لقادة المبادرة.
التعامل مع المتغيرات والمستجدات
التعامل مع المستجدات بشكل فعال يتطلب من قادة المبادرة أن يكونوا على استعداد دائم للتكيف مع الظروف الجديدة. هذا يشمل التحليل المستمر للمواقف والقدرة على اتخاذ القرارات السريعة والمناسبة بناءً على البيانات والمعلومات المتاحة.
أهمية الشفافية والتواصل
الشفافية والتواصل الفعال مع جميع الأطراف المعنية يُعدان من الركائز الأساسية لنجاح أي مبادرة. الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة ومباشرة مع الجمهور يساهم في بناء الثقة ودعم الجهود المشتركة لتحقيق الأهداف المرجوة.
الخلاصة
توزيع الأدوار بعناية واختيار الأشخاص المناسبين بعناية فائقة، مع الاستفادة من الخبرات المتخصصة والتعامل الفعال مع المتغيرات، هي العوامل الأساسية لضمان نجاح المبادرات الوطنية. يجب على قادة المشاريع أن يكونوا مدركين لأهمية الشفافية والتواصل، وأن يظلوا ملتزمين بتحقيق المصلحة العامة للوطن بعيدًا عن الأجندات الشخصية.