- محمود السوكني
ليس النتن وحده من يعرقل إبرام صفقة مع حماس بل حتى وزراء حكومته يقفون حجر عثرة في طريق وقف إطلاق النار عبر التفاوض ، وهذا ما صرح به وزير الأمن الصهيوني الذي أعلن بكل وضوح أن إبرام الصفقة يعني إنتصار حركة حماس ولهذا فهو يقف بكل قوة ضد أي إتفاق مع حماس ، في تأكيد على أن هذه الحكومة الفاشية لا يهمها التوصل إلى إتفاق ، ولا يعنيها تساقط القتلى من الطرفين ، ولا يشغلها مصير الأسرى الذين تقذف بهم أتون المعركة جثثاً بدلاً من أن يعودوا أحياء إلى ذويهم .
أخر ما تذرع به النتن وعصابة تل أبيب مشكلة محور فيلادلفيا الذي يقول النتن أنه منفذاً للتهريب ، والمحور لمن لا يعرف هو (شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة ، يمتد المحور أربعة عشر كيلو متر على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. ، ووفقاً لأحكام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979. وبعد “اتفاقية أوسلو 2” عام 1995، وافق الاحتلال الصهيوني على الإبقاء على المحور بطول الحدود كشريط آمن/ ويكيبيديا) أي أن حكومة الكيان المحتل تتهم الشقيقة مصر بالمساعدة على تهريب السلاح إلى رجال المقاومة وكذلك تسهيل تهربب الرهائن إلى خارج القطاع وهو ما جاء فى المؤتمر الصحفي لرئيس وزراء العدو .
هذه التصريحات المستفزة واللامسئولة تهدد السلام في المنطقة وتساعد على توسيع دائرة الحرب وتزيد من تصعيد الموقف تعقيداً .
لا شك أن تحالف اليمين المتطرف الحاكم في تل ٱبيب لا يسعى للسلام ولا يعنيه الإتفاق في شئ ورئيسه المطلوب دولياً تنتظره قضايا فساد يتجنبها بحكم وضعه الوظيفي كرئيس وزراء حكومة في حالة حرب ؛ وهذا ما يدفعه إلى وضع العراقيل في وجه كل المساعي التي تفضي إلى وقف حرب الإبادة التي يصر على إنتهاجها . لقد وصل الأمر بالرئيس الأمريكي إلى التصريح بأنه لم يعد يتحاور مع النتن ولكن مع فريق عمله والوسطاء الدوليين في مصر وقطر ، في تأكيد على فتور العلاقة بين الطرفين وإستياء الجانب الأمريكي من سوء إدارة حكومة الإحتلال للأزمة .
لا يجب أن نسعد كثيراً بهذا الموقف الأمريكي الذي لا يصدر عادة من جانبهم ، ولكنها الإنتخابات التي يسعى الحزب الديمقراطي إلى الفوز بها عبر تحقيق نصراً دبلوماسي في هذه الأزمة ، كما لا ننسى أن الرئيس الحالي في طريقه إلى مغادرة البيت الأبيض ولم يعد يهمه النتن وثنائه عليه الذي كان يستجديه -كغيره من الرؤساء- فترة إدارته ، بقدر ما يهمه أن يحقق مكسباً يحسب له ويحفظ في تاريخه السياسي .