(فسانيا/ م. المغربي) ….
أقام المركز الليبي لحرية الصحافة مساء الاربعاء 3-5-2017 حفل بفندق الودان بطرابلس بمناسبة اليوم العالمي للصحافة حضره عدد من الشخصيات الاعلامية وصحفيين بوسائل اعلام المختلفة .
تم خلال الاحتفال طرح العديد من الاشكاليات التي تواجه العمل الصحفي في ليبيا في ظل ظروف بالغة التعقيد تمر بها ليبيا بتعرض فيها الصحفيين لاعتداءات مستمرة إلى الاستغلال السيء لبعض الصحفيين ووسائل الاعلام في ظل عدم وجود قوانين تضبط وتحدد آلية العمل الصحفي وفق معايير حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة ووثيقة متفق عليها لشرف المهنة .
وتمت الاشارة لما وثقته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في تقريرها بالمناسبة بتوثيق ( 14 ) حالة وصفها بالخطيرة من حالات انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان ضد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام. والتي جاءت أيضاَ في رسالة (كوبلر) الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين في ليبيا وتم بثها بالصوت خلال الحفل حيث قال فيها (كوبلر) :
(( إن الأمم المتحدة تقر بالدور الحاسم الذي يؤديه الصحفيون، فإنها قامت بتخصيص الثالث من مايو من كل عام، وهو اليوم الذي يعرف باليوم العالمي لحرية الصحافة، لتكريم العمل الذي يقوم به الصحفيون وللدعوة إلى إنهاء أعمال القمع التي تمارس بحق الإعلام. لقد شهدت ليبيا منذ ثورة 17 فبراير ازدياداً في القنوات الإعلامية، مما سمح بوجود وجهات نظر متعددة ومناقشات بناءة في المجتمع. وهذه ظاهرة يجب الاحتفاء بها. غير أن الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في جميع أرجاء البلاد لا يزالون يواجهون هجمات بسبب ممارستهم لحرية التعبير. فخلال العام المنصرم وحده، وثّقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا 14 حالة خطيرة من حالات انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان ضد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام. وشملت القتل غير القانوني والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والحرمان من الحرية والتعذيب وسوء المعاملة، علاوة على التهديد بالقتل. وفي هذا اليوم، دعونا نحيّي جميع هؤلاء الصحفيين الذين تحملوا المشاق لكي يكونوا صوت من لا صوت لهم. دعونا نتذكر الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام الذين فقدوا أرواحهم خلال العام المنصرم أثناء قيامهم بتغطية الأخبار في ليبيا. ولأسر عبد القادر فسوق وجيرون أورلمانس وخالد الشويرف الزنتاني نقول لكم قلوبنا معكم. ونستذكر في هذا اليوم أيضاً الليبيين والتونسيين السبعة الذين فُقدوا في عام 2014، ونتمنى لهم عودة آمنة لأسرهم. جميع الناس في ليبيا لديهم الحق في حرية التعبير، بما فيها حرية التماس المعلومات وتلقيها ونقلها. ويجب التصدي للإفلات من العقاب فيما يخص الهجمات ضد الصحفيين كما يجب إعلاء شأن حرية التعبير. الإعلام المهني هو إعلام موضوعي ومستقل. الإعلام المهني ليس دعائياً ولا ينشر الكراهية ولا يحرض على العداء والعنف. وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “عندما نوفر الحماية للصحفيين، يمكن لكلماتهم وصورهم أن تغير عالمنا )).
ووزع المركز الليبي لحرية الصحافة إصداراته منها الدليل المهني للحقوق والواجبات للصحفيين والاعلاميين في ليبيا والتقارير السنوية للمركز ، وتم عرض عدد من الفيديوهات والرسائل التي تؤكد على حرية الصحافة وفق المعايير المهنية ، والاعلان على استمرار رصد خطاب الكراهية .
هذا ويحتفل العالم في الثالث من مايو من كل عام باليوم العالمي للصحافة تحت شعار واسم مختلف في كل عام من قبل الأمم المتحدة ، وكان موضوع عام 2017 هو ’’عقول متبصرة في أوقات حرجة: دور وسائل الإعلام في بناء وتعزيز مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة للجميع ‘‘
وقد اختير الثالث من مايو لإحياء ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي خلال اجتماع للصحفيين الأفريقيين نظّمته اليونسكو وعُقِد في ناميبيا في 3 مايو 1991 ، وينص الإعلان على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية. وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا ، كما يخدم هذا اليوم كفرصة لتعريف الناس بانتهاكات حق الحرية في التعبير وكذلك كمناسبة لتذكيرهم بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين أثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية .
ويمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة ، وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم ، والدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها ، والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم.
وفي هذا اليوم تصدر العديد من المنظمات الدولية تقاريرها بالمناسبة والتي ترصد الانتهاكات بحق الصحفيين في العالم ومنها التقرير السنوي لمنظمة “مراسلون بلا حدود” ، وفق لتقريرها لعام 2017 لحرية الصحافة عالمياً فقد احتلت النرويج الترتيب الأول في حرية الصحافة وفي ذيل القائمة العالمية كانت كوريا الشمالية البلد الأكثر استهدافا لحرية الصحفيين ن وعربياً احتلت سوريا ذيل القائمة بين الدول العربية في حرية الصحافة ، وقسمت الدول إلى عدة قوائم بين سوداء، وحمراء، وصفراء، وأدرجت دول عربية مثل مصر، والسعودية، وليبيا، والسودان، والصومال، واليمن، والبحرين، إلى جانب سوريا في القائمة السوداء، فيما أضيفت باقي الدول العربية إلى القائمة الحمراء.