محمود السوكني
تتوافد وفود العالم على مقر الصندوق الكبريتي في مدينة “التفاحة الكبيرة” الإسم الحركي لمدينة نيويورك ، حيث بدأت إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وفيها تحدث قادة العالم في كلماتهم عن الوضع المأساوي الذي يجري في لبنان ويذهب ضحاياه مئات الشهداء والمصابين في تكرار لما يحدث في غزة بنفس الأيادي القذرة لهمج العصر ، شذاذ الٱفاق الذين لم يجدوا بعد من يلجمهم ويوقف جرائمهم . بعض القادة الذين تباكوا على حال لبنان كانوا هم من تسبب فيه بدعمهم للصهاينة وتشجيعهم لهم خلاف مايصرحون به أمام الأضواء وأولهم الرئيس الأمريكي بايدن الذي قال في خطابه أمام الجمعية العامة وبصوت متهدج تعمد أن يكون مؤثراً بأداء تمثيلي فاشل ، يقول : (المدنيون في غزة يواجهون كارثة إنسانية) ونسي الرئيس الأخرق أن إدارته هي من أمدّت جيش الإحتلال بألاف القنابل والصواريخ ، وأحدث الأسلحة المتطورة الفتّاكة التي لم تتأخر حكومة النتن في إستخدامها لإبادة الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح ، والمحاصر من كل جانب ، وهاهي تمارس نفس الدور داخل حدود لبنان حتى عاصمته بيروت ، بدعوى معاقبة المقاومة ممثلة في حزب الله !
الرئيس الإيراني لم يتأخر هو الأخر في التنديد والإستنكار لما يفعله العدو وجيشه في فلسطين ولبنان ، وقد إعترف بأن حزب الله لا يقدر وحده على مواجهة (دولة إسرائيل) على حد زعمه ، لهذا فهو يناشد الدول الإسلامية إلى وحدة الموقف في وجه العدوان الصهيوني ، فهل يعني هذا أن إيران قد تخلت عن حماية حلفائها كما يقولون ؟ قد يكون هذا القول صحيحاً خاصة وإننا لم نسمع منه مايشفي غليلنا بشأن الرد الإيراني (المتوقع) على الجريمة الشنعاء التي إرتكبها الإحتلال داخل عاصمة دولته (طهران) منذ شهرين !
لن نتوقع شيئاً مؤثراً أو مفيداً من إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ولن تكبح قراراتها أو توصياتها جماح العدو الذي لم تثنيه حتى قرارات مجلس الأمن ولا محكمة العدل الدولية ولا أي جهة في العالم ، الجهة الوحيدة التي ستوقفه عند حده ، المقاومة وليس غيرها ، وهاهي قد وصلت إلى عاصمته المزعومة تل أبيب وإلى مدينته المحصنة إيلات بفعل الرجال الأبطال من غزة وجنوب لبنان وحوثيو اليمن والمقاومة الاسلامية في العراق ، لن تتوقف المقاومة الباسلة عن دك حصون العدو حتى سقوط عصابة النتن توطئة لسقوط الحلم الصهيوني وطرد فلوله وتطهير أرض المقدسات من نجاسة اليهود وقذارتهم إلى غير رجعة .