امرَأَةٌ تَصطَادُ البَحرَ

امرَأَةٌ تَصطَادُ البَحرَ

  • محمد أبوشرارة

وحدي ..

وكالبَحرِ تُغرِينِي بزُرقَتِهَا

وحَالَ دُونَ أَبِي طُوفَانُ ضِحكتِهَا

أخَذتُهَا

مِن يَدِ الغَوَّاصِ طازَجَةً

أفتَضُّ بِكرَ المَعَانِي فِي ضَفِيرَتِهَا

أَغرانيَ البَحرُ

حَتَّى اشتَدَّ بِي عَطَشٌ

مَن عَلَّمَ البَحرَ أنْ يَأوِي لِغُرفَتِهَا

أرَقُّ مِنْ دِينِ زِندِيقٍ غِلالَتُها

تَكَادُ تُنبِيْكَ ما فَحوَى سَرِيرَتِهَا

أزرَارُهَا

ضَمَّتِ الأَقمَارَ فاتَّقَدَتْ ..

وَعَينُهَا شَرِبَتْ مِنْ كُحلِ خُصلَتِهَا

نَعسَى

تُدِيرُ كؤُوسَ الرَاحِ مُترعةً ..

لم يَستَفِقْ شارِبٌ مِنْ كأسِ نَظرَتِهَا

يَطوفُ ” تَمُّوزُ

فوقَ العَاجِ يحرُسُهُ

كأَنَّ ” فِيْنُوسَ” نَامَتْ فِي أَرِيكتِهَا

تَذُوبُ

حَتَّى كَأَنَّ الماءَ يُمسِكهُ ثَوبُ الحَرِيرِ

فَيَا سُبحانَ رِقَّتِهَا

وزهرَةً

زهرَةً

يندَاحُ موسِمُهَا حدَّ اليَبَابِ ؛

فأَدنُو مِن خمِيلتِهَا

تَحُفُّها

دُونَ مَا أبغِي مَلَائِكَةٌ

أخَافُ مِنهُمْ عَلَيهَا فَرطَ فِتنَتِهَا

مَنْ أنتِ؟

قالَتْ: نَبِيذٌ أنتَ سَيِّدُهُ ؛

فَاشرَبْ!

وَلَكِنَّهَا غَصَّتْ بِعَبرَتِهَا

فَقُلتُ: فِيمَ البُكا؟

وَانشَقَّ فِي كَبِدِي صَدعٌ

وَطُفتُ عَلَى أطلالِ عِفَّتِهَا

قَالَتْ: خُذِ العِطرَ

إنِّي نَزفُ نَرجِسَةٍ

لَم تَمنَحِ العِطرَ لَولَا سَفكُ زَهرَتِهَا

تَثَاءَبَ البَرقُ فِي عَينِي

وأَقلَقَها

أنّي عَقَرتُ بُرَاقِي دُونَ سِدرَتِهَا

قُلتُ: اطمَئِنِّي

أنا لَمْ أَجتَرِح مُدُنًا

مَالَم تَكُن لِي حمىً أسوارُ شُرفَتِهَا

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :