كتبت / آية بشير
تقام بمدينة غريان عاصمة جبل نفوسة هذه الأيام فعاليات اختتام مبادرة (نادي في مدرستي) بإقامة المسابقات والتصفيات النهائية لمختلف الألعاب الرياضية والفنية بين خمسة عشر ناد صيفي احتضنتهم المبادرة التي صاحبها عروض فنية وموسيقية ورقصات شعبية إلى جانب عروض قدمها الفرسان .
وحضر جانب من فعاليات الاختتام التي تستمر حتى الخميس الخامس والعشرين من شهر أغسطس الجاري ، الأستاذ (خالد الديب) مدير إدارة النشاط المدرسي بوزارة التربية والتعليم صحبة بعض رؤساء الأقسام بالادارة السادة : (الصادق قصيعة) ، (الصادق أبوقرين) ، (مراد رزقي) ، وأفتتح الأستاذ (خالد الديب) المعرض الفني المقام على هامش الفعاليات الاختتامية للنوادي الصيفية والذي أبرز تاج الأطفال خلال فترة النادي الصيفي بالمدرسة .
و(نادي في مدرستي) هي مبادرة من قبل ناشطين في العمل الاجتماعي والإنساني تبنتها شئون التربية والتعليم بالمجلس البلدي بغريان طبقت كتجربة في خمسة عشرة مدرسة انتسب فيها ما لا يقل عن (1500) تلميذ وتلميذة أقيمت خلالها العديد من المحاضرات التوعوية والبرامج الترفيهية المحببة للأطفال إضافة لبرامج لتنمية المواهب وصقلها استمرت لمدة أسبوعان أشرف عليها فريق من المتطوعين والمتطوعات ولاقت استحسان من قبل الأهالي في مدينة غريان .
وقالت الدكتورة (مريم الأسود) عن هذه المبادرة : انطلقت التحضيرات لهذه المبادرة التي تعنى بالطفل حتى سن الخامسة عشر بعد أن تبنها المجلس البلدي غريان ، وفي العاشر من شهر يوليو بدأت الاجتماعات التحضيرية مع شئون التربية والتعليم ببلدية غريان ثم بدأ التنسيق مع مدراء مكاتب التعليم ببلدية غريان ثم اللفاءات مع مدراء مكاتب النشاط المدرسي بغريان ومنها اللقاء مع مدراء المدارس لطرح المبادرة والتي ستكون المدارس هي الأساس والقاعدة لانطلاق مشروع (نادي في مدرستي) وراعينا عدة اعتبارات منها الرغبة لدى مدير المدرسة والقائمين عليها في تقبل الفكرة ،ومناسبة الموقع الجغرافي وتوافر الامكانيات ، ولذلك تشكلت لجنة منبثقة من لجنة الاشراف على المبادرة وقامت هذه اللجنة بمسح لإمكانيات المدارس المستهدفة وباستبيان بسيط للوقوف على مدى رغبة المحيطين بالمدرسة أو المتطوعين في تقديم الخدمة ، بعد ذلك استطعنا افتتاح النوادي في (15) مدرسة و تحت عنوان (نادي في مدرستي) على مستوى بلديات غريان … وأضافت (الأسود) قائلة : انضم تحت هذا المشروع (1500) تلميذ وتلميذة ونحو أكثر من (250) متطوع ومتطوعة بالإضافة لمشاركة لأكثر من 7 مؤسسات من مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حكومية عديدة ، وقامت البلدية بمتابعة المشروع عن طريق عدد من أعضائها ومن قبل العميد ومنسق شئون التعليم عن طريق مكاتب الخدمات التعليمية .
وأكدت (الأسود) على أن اللجنة المشرفة كانت حريصة قدر الامكان على تنوع الأنشطة ، موضحة (الأسود) أن هذا المشروع بالدرجة الأولى لتفعيل دور المدرسة الثقافي واعتبارها أحد آليات السلم الاجتماعي وللخروج بها من الدور التقليدي الأكاديمي إلى دور أكبر بصب في تعزيز ثقة التلميذ بنفسه وتطوير شخصيته ونموها ، اضافة لخدمة البيئة وخدمة المجتمع بصفة عامة وربط النسيج المجتمعي المحيط بالمدرسة من جديد ، لتعود المدرسة للصدارة للقيام بإدوار اجتماعية ثقافية إلى جانب رسالتها التعليمية والتربوية .
من جانبه أعتبر الأستاذ (عبد الناصر رمضان السحيري) رئيس اللجنة المشرفة على النوادي الصيفية مبادرة (نادي في مدرستي) أصبحت بكل المقاييس مشروعا قائماً وكانت بالأمس حلماً وأصبح اليوم حقيقةً واقعاً فالنوادي الصيفية فكرة انبثقت من اللجنة الاستشارية بقطاع التعليم تبنتها عدة جهات خيرية ومتطوعين بادرت بإعطاء محاضرات توعوية للتلاميذ ، فالفكرة كانت على مدار اسبوعين من 7-8- الى 22-8- 2016 ونحن في الأيام الختامية للنوادي الصيفية وستقام فيه كل التصفيات النهائية في المسابقات التي شاركت فيها كل النوادي .
وأوضح (السحيري) : المبادرة قامت على احتضان التلاميذ في فترة الاجازة الصيفية فبدل تضييع الوقت يقضي التلاميذ عطلتهم في المدارس فيما يفيد وفي نوادي وبمدارسهم ومن اسم النادي وهو (نادي في مدرستي) اي لكل تلميذ نادي صيفي في مدرسته ، وبعون الله سيكون هناك نوادي في كل مدرسة بعد نجاح هده الفكرة هدا العام بحيث لا يحرم كل تلميذ من هده المبادرة .
وأكد (السحيري) أن هذه السنة هي بمثابة تجربة في انشاء هذه النوادي وانطلاقتها فكانت في ( 15) مدرسة وكان السقف القبول (100) تلميذ في كل نادي ونظراً للإقبال الشديد من قبل التلاميذ ونظرا للرغبة من أولياء الأمور الذين قدموا لنا طلبات فرفع السقف الى (150) تلميذ في كل نادي فبعض هده النوادي وصل لعدد (150) وبعضها أقل بقليل فلم يحرم أحد وأتيحت الفرصة لكل من يستطيع أن يلتحق من التلاميذ والتلميذات بالنوادي القريبة منهم .
وتمنى (السحيري) أن تعمم هذه الفكرة في جميع أنحاء ليبيا بحيث يكون الأطفال في فترة الصيف في النوادي وهذا طبعاً دأب الدول المتقدمة والمتحضرة علميا وثقافياً ،بحيث يمضي ويقضي التلميذ فترة الاجازة في ما يفيد ويتلقى فيها محاضرات توعوية فهناك جهات تعاونت معنا فيما يخص الأمن والسلامة والصحة المدرسية وأيضاً في رعاية الأحياء البرية والبحرية والتوعية البيئة إضافة للجوانب الثقافية والبرامج الترفيهية والمسابقات والألعاب الرياضية والفنية وغيرها .
وأكد (السحيري) بأن فكرة (نادي بمدرستي) نجحت نجاح كبير بدليل الاستبيان الذي تم اجرائه للأولياء الأمور والتلاميذ والذي ضمن ما بين أن التلميذ يستيقظ مبكراً في الصبح قبل الجميع ليوقظ والده لكي يقوم بايصاله للنادي في مدرسته بإقبال وحب شديد إضافة لتلقي الكثير من الطلبات المستمرة والرغبة في فتح نادي في كل مدرسة .
وأعتبر (السحيري) فكرة النوادي في المدارس قد وصلت وحققت الهدف المنشود وهي تحبيب التلميذ بالدرجة الأولى في مدرسته وهذا بفضل (الله) وجهود كل المشرفين الدين ضحوا بوقتهم وجهدهم وعطلتهم وتحملوا التعب والمشقة في سبيل تحقيق هدا الهدف فالمشرفين هؤلاء هم العمود الفقري للنوادي الصيفية بالمدارس ، وتوجه (السحيري) بالشكر لكل الجان التي تعبت وضحت بأوقاتها وأصرت على إكمال المشوار إلى أن وصلنا إلى يوم الختامي بنجاح .