في الخطوات بعثرة وفي النبض رصاصة وفي الطرقات لصوص وفي الثلاجة خواء وفي العراء ورق لا يعرف شجر وبقايا إنسان يسكنه الضجر وفي كل خطوة من تلك الخطوات تموت أمنية من أماني كثيرة في مخيلة الروح التي لم تعد تملك غير الحلم في ظل واقع بائس أعيد رسمه دون أن أشعر أن في الأفق ثمة ضوء يزيح عنا كل تلك الظلمة .
حكومة ورقية لم تنال موافقة البرلمان حتى الآن وجل القائمين عليها هدفهم قائم على كراسيهم لا على خدمة البؤساء ورئيسها يمارس التنقل بين المساجد ويلتقط الصور مع الحالمين بوطن لونه أبيض وفي ختام الجولة يعود الى قلعته التي تحميها المليشيات التي اؤمن ايمان كامل أنها لن تساهم في بناء دولة ويعود البسطاء بجيوب خاوية تنتظر الفرج .
وعلى مسافة ليست بالبعيدة تقبع سرت تحت رحمة الدو اعش وتحت ظل المزايدات التي تطلقها المليشيات حين عرفت بنية الجيش الليبي في بنغازي بالتوجه الى هناك وإعادة المدينة المغتصبة الى حضن وطن حتى هذه اللحظة غارق في باب المزايدات والحلب من بلطجية وسراق هدفهم الوحيد مصالحهم وآخر شيء يفكرون فيه هو هذا الوطن المترامي الأطراف .
وعلى مسافة أقرب تجتاح المخدرات الرخيصة المدارس تلك القلاع الجميلة التي لم تعد تلك الأمكنة التي تصنع الإنسان بل تساهم في تدميره والغريب في الأمر أن الكتمان هو سيد الموقف من باب أننا دائما لا نعترف بوقوع المشكلة ونمارس النكران ولا نبحث عن إصلاح ما يمكن إصلاحه في منظومة مهترئة منذ سنوات طويلة وفي كل سنة يزداد انهيارها أكثر.
يا للبؤس الذي نحن فيه من خلال ميثاق شرف إعلامي يكتبه بعض المتصدرين للمشهد الإعلامي برعاية اليونسكو ويوقع في مدريد الاسبانية وأنا اعرف أن أطلاق العنان للسؤال لن يحدث إجابة بل سيبقى السؤال في العراء دون غطاء كما بقت الاسئلة التي أطلقت حين فر بعض الحذاق بمسودة الدستور الى سلطنة عمان وقبلهم أعضاء برلمان بائس قادهم هوسهم الى الصخيرات وكأن الوطن لا يتسع لهم .
مسكينة ليبيا المكتظة بالوجع والأرصفة التي لا تكظ بغير الحفر ومسكين المواطن الحالم بالمواطنة منذ وقت طويل ..
عثمان البوسيفي