- المهدي يوسف كاجيجي
تعبنا.. والله تعبنا وأصبحنا كالغريق المتعلق بقشة، ويهرول وراء سراب من الوهم، وبلادنا تنحدر نحو المجهول. فشلت ارضنا رغم رحابتها ان تجمعنا، وطفنا حول عواصم الدنيا من روما إلى باريس إلى برلين وما بين موسكو وإسطنبول كما يقول المثل العربي: يا قلبي لا تحزن. تمترسنا بالأجنبي واستجلبنا المرتزقة من كل بقاع الدنيا ليقدموا لنا الخبرة في قتل بعضنا البعض.
استمعت بتفاؤل حذر، إلى بيان الحوار الختامي الليبي في مدينة “بوزنيقة ” فك الله زنقتنا، وبالرغم انني لم أفهم ماذا توصل إليه المجتمعون، لكنني فرحت باللقاء الليبي الليبي وقفزت فرحا بالرغم من الروماتزم الساكن في عظامي، والباركنسون الذى يقود حركتي.، واسرعت بالاتصال بصديق ليشاركني الفرحة، فكان رده فاترا، قال لي: لا تتفاءل كثيرا يا حاج، الوضع شديد الهشاشة، وهناك الكثير من الجماعات المستفيدة من هذه الفوضى، يملكون كل الوسائل التخريبية لعرقلة كل الجهود النبيلة، يا حاج الوضع القائم شديد الحساسية، مجرد لعبة اطفال نارية “خط ولوح ” يمكن ان تعيد الموقف أكثر اشتعالا، يا حاج هناك الكثير من الأطماع والترسبات في النفوس، تحتاج لشجاعة وحكمة الرجال.
اتجهت إلى الفضائيات وصفحات التواصل بحثا عن المزيد من الأخبار، صدقت توقعات صاحبي، كانت الجوقة العازفة، ممن يطلق عليهم أنهم ناشطون وباحثون ومعلقون، قد بدأت عملها. فكل منهم يغني على ليلاه تبعا لإتجاهات ومصالح الممول، على طريقة “عنز ولو طارت”
وصايا الإمام
أختلف أحد طلاب الإمام الشافعي واسمه “يونس” مع أستاذه فقام غاضبا وترك الدرس. فلما أقبل الليل سمع يونس طرقا على باب بيته، وعندما فتح الباب فوجئ بالإمام الشافعي أمامه يقول له:
يا يونس! لقد جمعتنا على امتداد الأيام مئات المسائل واليوم اختلفنا على مسألة فهل نجعلها تفرقنا؟
يا يونس.. لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات، فأحيانا كسب القلوب اولى من كسب المواقف.
يا يونس.. لا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها، فربما تحتاجها للعودة يوما ما.
يا يونس.. أكره الخطأ دائما ولكن لا تكره المخطئ، وأبغض المعصية لكن سامح وارحم العاصي.
يا يونس.. انتقد القول لكن احترم القائل، فإن مهمتنا أن نقضي على المرض لا على المريض.
ايها السادة، لقد تعبنا.. والله لقد تعبنا ولم يبقى لنا سوي شجاعة وحكمة الرجال، وليبيا لم تعقم بعد.