وسط مطالب بتوفير الكتب وحل مشكلة الطلبة الجديد
فسانيا / بيه اخويطر / حواء عمر:
بين البهجة والتذمر تستعد العائلات الليبية، لتجهيز أبنائها للعام الدراسي الجديد الذي ينطلق منتصف أكتوبر الجاري، غير أن ارتفاع أسعار مستلزمات العملية التعليمية يشكل حرجاً لذوي الطلبة في ظل تدني أوضاعهم المعيشية وتراجع مستويات الدخل، وسط مطالب بتوفير الكتب الدراسية وإفساح المجال أمام تسجيل الطلبة الجدد دون أية معيقات، واعتماد خطة تعليمية تؤسس جيلا واعيا قادرا على تجاوز السنوات التعليمية المقبلة.
غلاء الأسعار
حيث أبدى المواطن عمرو علي تذمره من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية مع قرب العام الدراسي، مشيراً إلى تأخر قرار وزارة التربية بطبع المناهج المدرسية .
فيما أبدت المواطنة نعيمة أم لستة أبناء عن مفاجأتها من ارتفاع أسعار المستلزمات المطلوبة للعام الدراسي، من زي مدرسي، و حقائب وقرطاسية في ظل الركود الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية للمواطن، لافتة إلى أنها تحاول اقتناء مستلزمات ذات جودة ضعيفة بما يتناسب مع دخلها المعيشي.
فيما اعتبر المواطن محمد صالح أن الأسعار بعضها ملائم والبعض الآخر مرتفع، معبراً عن حزنه جراء عدم مقدرة الأسر محدودة الدخل من اقتناء المستلزمات الدراسية.
ورأت مريم عمران أخصائية اجتماعية وأم لأربعة أبناء أن ارتفاع الأسعار يرهق بعض الأهالي خاصة في ظل متطلبات ملحة لبعض الأبناء وعدم قدرة الأهالي على صرف تلك المستلزمات، وهذا الأمر يؤثر على أولياء الأمور بصورة سيئة.
وأضافت ربة البيت سالمة:” أنا أم لطفلين وليس لدينا عائل يقوم بمتطلبات أطفالي بعد وفاة زوجي، فتكفلت الجمعيات الخيرية لسد احتياجاتهم من قرطاسية وزي مدرسي وباقي المستلزمات.
الطلبة الجدد
ومن جهتها أفادت فاطمة أم لأربعة أطفال أنها واجهت مشكلة عند تسجيل ابنتها الصغرى في المرحلة الابتدائية قائلة:” تفاجأت عندما أردت تسجيلها بالمدرسة القريبة من بيتنا وإذا بالمشرف على استلام ملفات الطلبة الجدد يرفض الملف بمجرد قراءته للاسم.
وزعمت فاطمة أن مديري المدارس لديهم قائمة من مخاتير المحلات ولا يستقبلون أي طفل من خارج المحلة الموجودة بها المدرسة إلا بوجود وساطة، متسائلة هل يوجد قرار ينص على أن الأولوية لأ بناء الحي المتواجدة به المدرسة؟!
وأشارت إلى معاناتها من غلاء المواصلات ، حيث أن تكلفة الاشتراك مع سائق حافلة 300 دينار ليبي شهرياً، ناهيك عن باقي المستلزمات الضرورية الأمر الذي أدى إلى زيادة ثقل المسؤولية.
وأبدت عائشة محمد أن أصحاب القرطاسيات والتجار مستغلون للحدث للربح السريع دون الشعور بالقدرة الشرائية للمشتري وإدخاله في دوامة الغلاء، في حين تعجز الدولة عن آلية ضبط وتوحيد الأسعار.
ومن جهته يقول جمعة عمر بائع لدى قرطاسية ومستلزمات مكتبية إن الأسواق بها عزوف عن الشراء، في ظل الركود الاقتصادي المستمر منذ أشهر لذلك اضطر التجار إلى تخفيض سعر السلع إلى الحد المقبول ورغم ذلك لازالت المبيعات والطلب متوسطاً من قبل المواطنين مقارنة بالمواسم الماضية، متوقعاً زيادة الإقبال مع بدء العام الدراسي.
توفير الكتب
وطالبت سعاد يوسف بضرورة توفير الكتاب المدرسي فور بدء الدراسة “فغياب الكتاب أدى إلى ضعف مستوى الطلاب بشكل عام” موضحة أن أحد أبنائها يعاني من ضعف النظر الحاد حيث واجه صعوبة في النقل من السبورة بشكل صحيح وعدم وضوح خط المعلم لدى أغلب الأطفال وعدم كفاية الوقت ليتمكنوا من النقل بشكل سليم، مشيرة إلى أنه في بعض الأحيان لا يتمكن الطفل من نقل كافة المادة المطلوبة لدخول معلمة الحصة التالية ومسح السبورة ليعاد ملؤها بنفس طريقة الحصة الأولى، ناهيك عن الوقت الضائع في الكتابة دون الشرح الكافي .
وتساءلت أم ميار: لماذا الكتاب المدرسي حاضر في المدارس الخاصة ومن المستفيد من غياب الكثب عن المدارس الحكومية؟!
ووصفت أم ميار العام الماضي بالعام العقيم رغم المحاولات، من ناحية البداية المتأخرة وغياب الكفاءات العلمية القديرة والإدارات الحكيمة.
وأبدت أم محمد رأيها بالقول:” إن غياب الكتاب أدى إلى انهيار مستوى الطلبة وخاصة طلبة الشهادتين الإعدادية والثانوية.
وترى أم محمد أن مستوى التعليم الليبي تدنى في سنواته الأخيرة بسبب الظروف التي عاشتها البلاد، إلى جانب القرارات غير السليمة من قبل المسؤولين وبالتالي عاش جيل بأكمله الفشل والإقصاء والتهميش، الأمر الذي جعل انتشار وسائل الغش بشكل علمي متطور.
ومن جانبها قالت أم عائشة:” رغم قلة الإمكانيات وضعف العملية التعليمية في البلاد إلا أنني أحاول جاهدة رفع مستوى أبنائي وتجهيزهم نفسيا قبل تجهيز المستلزمات الملموسة، مشيرة إلى أنه منذ انتهاء العام الماضي عملت على جمع الكتب القديمة من الطلاب الذين اجتازوا المراحل السابقة.
وأضافت أم عائشة” لدي 5 أطفال مقبلون على الدراسة وفي كل عام أتكفل بمراجعة كل ما أخذوا خلال اليوم الدراسي لترسيخ المعلومة بشكل سلس، وأثنت على جهود المعلمات القائمات على تعليم أبنائها وزرع روح المنافسة الشريفة فيهم .
تداعيات جائحة كورونا
وقالت مريم مختار إن الشبكة التعليمية في ليبيا منهارة وخاصة بعد جائحة كورونا، وتوقف الطلاب عن الدراسة لفترات طويلة وخاصة طلاب المرحلة الابتدائية دون تأسيس ، وجعل الدراسة يوما بعد يوم بساعات قليلة وفي نهاية كل عام يتم ترحيلهم دون معرفة مستواهم الحقيقي وهذا الذي سبب في ضعف القدرات التعليمية .
وفي ذات السياق اشتكت أم فاطمة الزهراء من قرار ترحيل الأطفال ذوي المستويات الضعيفة ومساواتهم بالمتفوقين وخاصة طلاب السنة الأولى الابتدائية قائلة أن إلغاء هذا القرار عدلُ وليس ظلماً حتى يتم تأسيسهم بشكل سليم “.
فيما عبرت أم سند عن استيائها من الوضع التعليمي وصعوبة معاملة الأطفال المقبلين على الدراسة وخاصة أن معلمي الصف الأول يعاملون الطلبة على أنهم متأسسون في رياض الأطفال ،متناسين عدم قدرة جميع الأهالي على تسجيل أبنائهم في ظل ارتفاع أسعار الاشتراك للعام.
وأشادت المواطنة فاطمة علي بالجهود المبذولة من قبل وزارة التربية والتعليم في توفير الكتاب المدرسي وإتاحة كل ما يلزم لتوفير المناخ الملائم للدراسة لكافة الطلاب.
وقالت لطفية الشريف لابد من تعقيم الفصول والمدارس قبل استقبال الطلاب تجنبا لأي أمراض وعدوى، مشيرة إلى أنه يجب صيانة الشرفات الزجاجية للفصول لحماية الأطفال من البرد، وتركيب أجهزة تكييف لمواجهة حر الصيف .
وخاطبت أم محمد وزارة التربية والتعليم بوضع خطة تعليمية لسير العام الدراسي بشكل صحيح وخلق جيل واع ٍ ومتعلم .
وذكرت السيدة رقية معلمة وأم لأربع أبناء :” بالنسبة للدراسة وإجراءات التسجيل فهي شق أخر~ ومهم جدا ولكن في هذه الأيام وبالأخص في مدينتا فلا نستطيع إدخال الطفل إلى أي مدرسة إلا عن طريق الوساطة، لأن بعض المدارس ترفض و بشكل قاطع تسجيل الأطفال من خارج حيهم أو من أحياء معينة ، و هذا الأمر أحدث عدم توازن في توزيع الأطفال على كل المدارس مما سيشكل لاحقا اكتظاظاً ببعض المدارس.
واسترسلت السيدة خديجة ممرضة وربة أسرة بالقول :”عند تسجيل أبنائي أركز على تسجيلهم في أفضل المدارس من أجل الحصول على التعليم الأفضل ، ومن ناحية أخرى أحرص بشدة على متابعتهم “.