فسانيا : بية فتحي
افتتحت منطقة الجوف الحرة بمدينة الكفرة أول محطة للطاقة الشمسية من نوعها في ليبيا، وذلك ضمن مساعٍ وطنية متواصلة للاتجاه نحو مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وجاء المشروع في سياق استراتيجية بيئية تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر طاقة نظيف ومستدام يدعم احتياجات السكان والأنشطة الصناعية على حد سواء.
وأكد جبريل العابد، المشرف على تنفيذ المشروع، في تصريح له، أن المحطة ستُنتج ما يقارب 1.14 ميغاوات/ساعة سنويًا من الكهرباء، مما يوفّر نحو 545 ألف لتر من الديزل سنويًا، ويُساهم في تقليص الانبعاثات الكربونية بحوالي 1300 طن سنويًا.
وأوضح أن المشروع يمثل انطلاقة مهمة في مجال الطاقة المتجددة داخل ليبيا، مستفيدًا من السطوع الشمسي العالي الذي تمتاز به الكفرة طوال العام، ما يعزز الجدوى الاقتصادية والبيئية للاستثمار في هذا القطاع.
وبيّن العابد أن المحطة ستزوّد ما بين 300 إلى 500 منزل بالكهرباء، إلى جانب دعمها للمصانع والمنشآت المحلية، مما يجعلها رافدًا مهمًا للتنمية المستدامة في المنطقة.
وكشف عن وجود دراسة جارية لإنشاء محطة إضافية بقدرة 100 ميغاوات في الكفرة، مشيرًا إلى أنه تم تحديد الموقع واستكمال الإجراءات الإدارية اللازمة بالتنسيق مع البلدية، مع توقع انطلاق التنفيذ في الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن دول الجوار مثل تونس ومصر والجزائر وموريتانيا قد سبقت ليبيا في هذا المجال، إلا أن الكفرة باتت اليوم مؤهلة للانضمام إلى خارطة الإنجاز في قطاع الطاقة الشمسية، مستفيدة من مساحاتها الشاسعة وموقعها الجغرافي.
وأشار العابد إلى أن تقنيات الطاقة الشمسية شهدت تطورًا ملحوظًا، حيث ارتفعت قدرة الألواح من 100 وات إلى نحو 750 وات في اللوحة الواحدة، ما يجعل الاستثمار في هذا المجال أكثر جدوى وأقل تكلفة.
و بيّن أهمية المشروع لمدينة الكفرة، التي عانت في السابق من أعطال متكررة وانقطاعات حادة في شبكة الكهرباء، معتبرًا أن المحطة تمثل حلًا موثوقًا ومستدامًا لتأمين الطاقة، خاصة في ظل إشراف شركة مصرية ذات خبرة على التنفيذ، سبق أن أنجزت مشروعات مماثلة بنجاح في المنطقة.
كما أعرب عن أمله في أن تتسارع وتيرة مشاريع الطاقة المتجددة في ليبيا خلال المرحلة القادمة، بما يعزز التحول الطاقي ويُسهم في حماية البيئة وتقليل النفقات التشغيلية.














