- أخصائية الصحة العامة : زينب عياد إبراهيم القطعاني
داء اللشمانيا مرض طفيلي المنشأ حيث يسببه طفيلي اللشمانيا بأنواعه المختلفة وينتقل عن طريق قرصة ذبابة الرمل و اسمها العلمي Phlebotomus papatasi تنتمي لرتبة ثنائية الأجنحة التي تشمل الذباب و البعوض. وهي حشرة صغيرة جداً لا يتجاوز حجمها ثُلث حجم البعوضة العادية ويزداد نشاطها ليلاً ولا تصدر صوتاً عند طيرانها لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها . وتنقل ذبابة الرمل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم مصاب ( إنسان أو حيوان كالكلاب والقوارض ) ثم تنقله إلى دم الشخص التالي فينتقل له المرض أنْوَاعُ مَرَضِ اللّشْمَانْيَا. تصيب اللشمانيا الداخلية الأعضاء الباطنية في الجسم مثل الكبد والطحال ونخاع العظم . ويشعر المريض بحمى وتعب ويكون لديه تضخم في الطحال والكبد والغدد اللمفاوية ويظهر لديه في فحوصات الدم نقص شامل في كريات الدم وقد يكون هذا المرض خطيراً. أما اللشمانيا الجلدية فتظهر بعد عدة أسابيع من لسعة ذبابة الرمل على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة ثم تظهر عليها تقرحات ويلتصق على سطحها إفرازات متيبسة ولا تلتئم هذه القروح بسرعة . وتظهر عادة هذه الآفات في المناطق المكشوفة من الجسم . أما اللشمانيا الجلدية المخاطية فهي عبارة عن إصابة جلدية مع إصابة الأغشية المخاطية وتعتبر أسوأ من اللشمانيا الجلدية فقد تسبب تشوهات دائمة بالوجه وخصوصاً الأنف حيث قد تؤدي إلى تلف الحاجز الأنفي . و تنتشر اللشمانيا الجلدية بشكل كبير إذ يصاب بها حوالي مليون ونصف شخص سنوياً حول العالم . قد تظهر اللشمانيا الجلدية على شكل آفة وحيدة أو عدة آفات جلدية وتؤدي إلى أسوأ الأضرار إذا أصابت الوجه فقد تؤدي إلى ندبات دائمة إلا إذا تم علاجها مبكراً . تتجسد أعراض داء الليشمانيات الجلدي في ظهور جروح متقرحة يصل قطر الواحدة منها إلى بضعة سنتيمترات، وتدوم لأشهر طويلة على الرغم من العلاجات المختلفة. يبدأ المرض بظهور كتلة صغيرة حمراء اللون في الجلد، وذلك خلال فترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بعد التعرض للسعة (دور الحضانة – Incubation period) في مناطق الجلد المكشوفة. يكبر حجم الكتلة بشكل بطيء خلال بضعة أسابيع وأحياناً تصبح الكتلة متقرحة. قد تظهر أحياناً مجموعة من الآفات الناجمة عن سلسلة من اللسعات. قد يختلف دور الحضانة من آفة إلى أخرى، مما يؤدي إلى ظهور آفات جديدة بعد مرور أسابيع من ظهور الآفات الأولى. تدوم الآفات في الجلد لفترة تتراوح بين 6 أشهر و18 شهراً وتتماثل للشفاء بشكل تلقائي مخلّفة وراءها ندوبا. طُرُقُ الوِقَايَة مِنَ اللّشْمَانْيَا. لم يتم حتى الآن العثور على لقاح تطعيم أو دواء يُعطَى ليمنع حدوث اللشمانيا . ولكن يمكن التخفيف من نسبة الإصابة باللشمانيا بشكل كبير إذا تم اتباع الإرشادات التالية: 1- ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسية عند النوم وعليك بتوخي الحذر في المناطق الموبوءة خصوصاً وقت نشاط ذبابة الرمل وهو من الغروب إلى الشروق . 2- يمكن رش الناموسية أيضاً بمادة بيرمثرين وهي مبيد حشري فعال. 3- يمكن دهن الأماكن المكشوفة من الجسم بمادة طاردة لذبابة الرمل تسمى DEET . 4- معالجة الحالات المصابة في الإنسان كونه يعتبر مخزناً للخمج ، والتوعية الصحية للأفراد بطرق انتقال المرض وآثاره السيئة. 5- نصح الأفراد المصابين بتغطية مكان الإصابة الجلدية للتقليل من فرص انتقال الخمج بين أفراد الأسرة أو الأفراد الآخرين . 6- القضاء على الكلاب المصابة و الشاردة و القوارض التي تعتبر مخزناً للمرض أيضا . 7- القضاء أو التحكم بذباب الرمل الناقل للمرض باستعمال المبيدات الحشرية المتوفرة و القضاء عليها في أماكن تكاثرها أيضاً 8- تحاشي التعرّض لهذه الحشرات عن طريق ارتداء الملابس السميكة و استعمال الناموسيات خلال النوم و وضع شبكات من السلك الدقيق التي تمنع الحشرات من الدخول إلى المنازل و استعمال طاردات الحشرات على الجلد مباشرة أو على الملابس الخارجية . 9- التحصين باللقاح: تعتبر الطريقة المثلى للوقاية من الإصابة المشوهة المحتملة في الوجه و الأماكن البارزة من الجسم.وتمتد مدة التحصين لسنة كاملة، حيث تمر بجميع أدوار الإصابة العادية من حضانة و تقرح و ترميم. أما فائدتها فهي إحداث الإصابة في الأماكن غير المكشوفة و غير المشوِّهة مثل الفخذ و الكتف والقدم .