- تهاني علي يوسف المعداني
الحمد لله الذي أنزل القرآن وشرع الأحكام وأقام الحجة ووضع الميزان والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ،محمد بن عبد الله أشرف الخلق. تخلف الحروب والنزاعات المسلحة الكثير من الدمار والمآسي والخراب في المباني وفي البلاد بصفة عامة وتتعرض فيها الكثير من الفئات لشتى أنواع العنف كالقتل والتعذيب النفسي والجسدي وتهجير للناس وتشريدهم ومن ضمن هذه الفئات الطفل حيث إنه يعتبر الأكثر تضررا أثناء المنازعات المسلحة حيث إن الطفل يتأثر بما يدور حوله فالأطفال شريحة حساسة في المجتمع ويتأثر بما يدور حوله فتخيل كيف يصبح المجتمع إذا ماعاشوا أطفاله نزاعات وصراعات مسلحة .فمفهوم الطفل الذي يجب أن يحضى بالحماية وفق التشريعات الليبية هو الذي عرفه بنص المادة الأولى من القانون رقم ٥ لسنه ١٤٢٧ ميلادية بشأن حماية الطفولة بقولها( يقصد بالطفل في تطبيق أحكام هذا القانون الصغير الذي لم يبلغ سنه السادس عشر ويشمل في ذلك الجنين ف بطن أمه)وبنص هذه المادة تفوق القانون الليبي على غيره من التشريعات والقوانين حيث إنه نص على حماية الجنين في بطن أمه على خلاف التشريعات الأخرى. فمالمقصود بالنزاع الذي نص القانون الليبي على حماية الطفل منه الجواب هو كما عرفته بعض الفقهاء بأنه مفهوم عام يطبق على المجموعات المسلحة المنظمة التي يمكن أن تحدث بين دولتين أو أكثر أو بين دولة وكيان مسلح لا يشكل دولة بالمعنى القانوني للقانون الدولي،أو أنه يحدث بين دولة وبين جماعات منشقة كما بين جماعتين عرقيتين أو طائفتين مختلفة ضمن دولة واحد أو عدة دول وكيف قام المجتمع الدولي بحماية الطفل أثناء النزاعات المسلحة والجوابهو أن اتفاقيه جنيف نصت صراحة على حماية الطفل في المنازعات بعد الحرب العالمية الثانية ونصت في مادتها ٢٤ على أنه (يجب على الدول الأطراف أن تتخد التدابير الأزمة لضمان تمتع الأطفال دون ١٥ سنة من العمر الذين تيتموا أو انفصلوا عن أسرهم نتيجة الحرب) وكذلك اتفاقية حقوق الطفل لا يستطيع الطفل أن يدافع عن حقوقه لأنه لا يفهمها ولا يوجد لديه وسيلة أو قدرة تمكنه من المحافظة عليها وهذا الأمر أدى إلى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع على اتفاقية حقوق الطفل بموجب القرار رقم ٢٥/٤٤المورخ في ٢٠ نوفمبر ١٩٧٩ ،وتوضح الاتفاقيه حقوق التي يجب أن يتمتع بها الأطفال في أي مكان ودون تميز ومن أهم هذه الحقوق الحق في الحياة والأمان والجنسية والحق في التعبير عن رأيه…..وغيرها من الحقوق. ويمكن اعتبار اتفاقية حقوق الطفل اللبنة الأساسية للإطار الدولي لحماية جميع الأطفال المتأثرين بالنزاعات المسلحة والارتباط المباشر بهذه الحماية يمكن إيجادها أو العثور عليها في الماده ٣٨من اتفاقيه حقوق الطفل ومن ذلك يجب أن توفر الحماية الأزمة للأطفال أثناء فترة النزاعات المسلحة لكي يتمكنوا من العيش بسلام وأن يساهموا في تغيير مجتمعاتهم ولذلك من خلال ممارسه حقوقهم الإنسانية.
س / ماهي تأثير النزاعات المسلحة على الطفل . ج / يترتب على إقامة الحروب في أي مكان في العالم تأثيرات سلبية على الطفل سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو غيرها . 1 / الآثار الاجتماعية للنزاعات المسلحة على الطفل : إن الطفل يسعى إلى جلب المال فيقوم بالعمل لسد الثغرات التي تركها من كان يعوله سواء كانوا ذاهبوا للحرب أو أنهم قتلوا . و من هنا يضاف عبء جديد على كاهل الطفل الذي فقد أساس مستقبله نتيجة تركه لدراسته بغير رغبته وأجبر على أن يعول أسرته فقد يكون هو الوحيد الذي يعتمد عليه في تأمين قوتها و من تم فإنه يتم استغلاله من رب العمل في أغلب الأحيان دون مراعاة لصغر سنه . ففقدان الأب و الأم أو أسر أحدهما يضيف معاناة جديدة للطفل قد تبعده عن أسرته و تجبره على العيش في ظروف أبعد ما تكون عن الظروف التي يتوجب أن تحيط بحياة الطفل لينموا نموا طبيعيآ و كذلك ضعف الرعاية الصحية و نقص التغذية قد يؤديان بالطفل إلى تدهور حالة الصحية و يكون لها آثار سلبية في المستقبل على نمو و حياته . ٢/ الآثار النفسية للنزاعات المسلحة على الطفل و المقصود بها الاضطرابات النفسية التي تصيبة و منها : حالات القلق و التوتر و عدم الشعور بالأمان و اضطرابات ذهنية و إداركية و انفعالية و غيرها ، و قد يتعرض الطفل للقصور الجسدي أو العقلي أو لكليهما مهما كان العمر و المستوى العقلي و خصوصا إذا فقد والديه و رفاقه و مدرسيه . و كذلك إذا تعرض الطفل للصدمات و التوتر النفسي و ما بعد الصدمة و غيرها و غيرها من الحالات النفسية . و بالتالي فإنه ما يمارس من عنف تجاه الأطفال أثناء النزاعات المسلحة يمكن أن يكون كفيلا بتعديل اتجاه مجتمع كامل نحو زيادة في العنف بين أفراد فلا بد من إيجاد مراكز للإرشاد و الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال . إن الطفل هو الخاسر الوحيد في النزاعات المسلحه لدى طرفى النزاعات و من المهم لنا التنبه لذلك و العمل على التخفيف من آثار النزاعات قدر الإمكان عن الأطفال الذين سيرثون المستقبل البلاد وهم الأمل في رقي وازدهار البلاد.