(فسانيا/مصطفى المغربي/تصوير فاروق الكموني) ..
نظمت منظمة احقاق للتنمية المستدامة لحقوق المرأة والطفل، بالتعاون مع جامعة الحاضرة للعلوم الإنسانية والتطبيقية بطرابلس صباح اليوم الخميس 30-9-2021، حوارية تحت عنوان (الهجرة الغير نظامية للشباب – طموح وتحديات).
ويأتي تنظيم هذه الحوارية في ظل تنامي ظاهرة الهجـرة الغيـر الشرعية، حتى أضحت واحـدة مـن أهـم الظواهـر الخطيـرة التـي تعانـي منهـا البلـدان المتقدمــة والناميــة علــى حــدٍ ســواء، نظــرًا لارتباطهــا بالعديــد مــن الجوانــب السياســية، والاقتصاديـة والاجتماعيـة، فسـوء الأحـوال السياسـية والاقتصادية يدفـع الفـرد للهجـرة مـن الــدول الناميــة إلــى تلــك المتقدمــة، فتجــد دول عديــدة فــي هــذه الهجــرات تهديــدًا لمصالحهــا الاقتصادية منهــا والاجتماعية والسياســية، والأمنية.
وأصبحت دول جنـوب المتوسـط بحكـم قربهـا الجغرافـي مـن أوروبـا، مسـتهدفة مـن طـرف شـبكات الهجـرة السـرية سـواء عـن طريـق هجـرة مواطنـي دول جنـوب الصحـراء، أو تهجيـر مواطنين إلى دول أخـرى، لتصبح تلـك الـدول ممـرًا ومقصـدًا للعديـد مـن المُهاجريـن غيـر النظامييـن.
وعرفـت ليبيـا كغيرهـا مـن دول جنـوب البحـر الأبيض المتوسـط خـلال العقديـن الأخيرين هذه الظاهرة، وكانت ليبيا حتى وقت قريب دولة ممر فقط، لتصبح في السنوات الأخيرة ليبيا هي الوجهة الآمنة والأفضل في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط للمهاجرين السريين بسبب موقعها الجغرافي وطول الشاطئ الجنوبي للمتوسط إضافة للوضع الغير مستقر في البلاد منذ نحو عشر سنوات وضعف الحكومات المتعاقبة بعد سنة 2011 مما ساعد أيضاً على نمو وتطور وارتفاع عدد العصابات التي تمتهن تهريب البشر، وفي أوضاع سيئة، وبالتالي كانت لذلك تأثيراته وانعكاساته على الشباب الليبي بسبب موجات الهجرة الغير شرعية، وبالأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية في البلاد، مما اضطر مئات من الشباب الليبي للمجازفة وركوب القوارب في رحلة المجهول نحو حياة أفضل في اوروبا، وبذلك لم تعد ليبيا فقط ممر وعبور للمهاجرين غير الشرعيين .
كما سـمحت حـدود ليبيـا المتراميـة الأطراف وهشاشـة السـلطات بـأن جعلـت منهـا بلـد عبـور ومقصـد فـي آن واحـد، الأمر الـذي بـات يهـدد الاستقرار والسـلم الاجتماعي علـى المسـتويين الوطنــي والإقليمي.
وفي افتتاح جلسة حوار (الهجرة الغير نظامية للشباب – طموح وتحديات) حيت الاعلامية (نيروز البدوي) الحضور مثمنة تلبيتهم الدعوة للمشاركة في هذا الموضوع الهام الذي يخص الشباب الليبي، للوقوف على الدوافع التي تدفعهم للهجرة وترك بلدهم، ثم أعطت الكلمة للدكتور(عبد المجيد خشخوشة) الذي تناول المحور الاجتماعي للحوارية متحدثاً عن الأثار الاجتماعية والنفسية للهجرة الغير نظامية، ثم تناول الحلول التي يمكن تبنيها للحد من هذه الظاهرة، بتبني فرص إعادة الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب المعرضين لخطر معاودة الهجرة غير النظامية، من خلال التدريب على المهارات المطلوبة في سوق العمل، ودعم التنمية، وإعطاء آفاق قانونية ومهنية جديدة للشباب .
بينما تناولت رئيس مجلس إدارة منظمة احقاق للتنمية المستدامة لحقوق المرأة والطفل (أ. جميلة الأمين بن اعتيق) المحور القانوني للجلسة، مبينة التشريعات الوطنية المتعلقة بالهجرة الغير نظامية، والكيفيـة التـي عالـج بهـا المُشـرع الليبـي ظاهـرة الهجـرة غيــر النظاميــة، الذي اتخــذ جملــة مــن الإجراءات والتدابيــر القانونيــة، وأوضحت(بن عتيق) في هذا الصدد الوســائل والتدابيــر التــي تبناهــا للحــد منهــا ومحاصرتهــا وتوقيــع العقـاب علـى مرتكبيهـا، إضافة لحـدود الأنظمـة القضائيـة لمكافحـة هـذه الظاهـرة، كما تطرقت(بن عتيق) للأليات التشـريعية لمكافحـة الهجـرة غيـر النظاميـة، والآليات التنفيذيـة لمكافحـة الهجـرة غيـر النظاميـة، وحدود الأنظمة القضائيـة لمكافحـة هـذه الظاهـرة.
ومن جانبها تحدثت رئيس قسم القانون بجامعة الحاضرة(أ. هويدا التريكي) عن الاتفاقيات الدولية الخاصة بالهجرة الغير نظامية وموقف الدولة، حيث بينت الأهداف التي ترمي إليها الاتفاقيات الدولية في تحقيقها، كما تناولت (التريكي) المعايير الدولية والمسؤولية العالمية المشتركة، والتي أيضاً تضم القطاعات الخاصة والمنظمات الإنسانية والجهات الفاعلة الأخرى كشركاء في التعاون.
وفي محور الاعلام من الجلسة الحوارية تناول الاعلامي (أ. طارق لملوم) موضوع الأعلام والهجرة، بإقامة أنشطة متعددة الأوجه للرفع الوعي لدى الشباب والأطفال المعرضين لمخاطر الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر، وشدد(لملوم) على أنه لا يمكن الحديث عن قضية الهجرة غير الشرعية دون الوقوف في محطة التغطية الإعلامية لهذه الظاهرة، مؤكداً على ضرورة إلقاء الضوء على ملامح المعالجة الإعلامية لقضية الهجرة غير الشرعية، ونبين الالتباس الحاصل في الخطاب الإعلامي حول الهجرة غير الشرعية وتقييم لأداء وسائل الإعلام تجاه هذه القضية .
هذا تخلل الحوارية مشاركة (معتز)وهو أحد الشباب الليبيين الذي سبق وخاطر وجازف بحياته من أجل الحلم الوصول لأروبا بهدف استكمال دراسته والعمل هناك حيث روى تجربة مروعة بداية من رحلته البحرية المليئة بالمخاطر وحتى وصوله لإيطاليا ومعاناته التي عانها هناك، مقدما النصح والمشورة لكافة الشباب الليبي بعدم خوض هذه التجربة، وإن اضطرته الظروف لذلك، فعليه اتباع الاجراءات القانونية في الهجرة حتى لا يتعرض ما تعرض له وفي نفس الوقت يضمن لنفسه مستقبل أفضل في ظل سفر وهجرة قانونية .
وتميزت الجلسة بمشاركة واسعة من قبل الحاضرين في النقاش وطرح الأسئلة وتبادل وجهات النظر وتوحيد الرؤى والأفكار للحد من ظاهرة الهجرة للشباب الليبي .
هذا وقد حضر الحوارية نائب رئيس مجلس إدارة مفوضية المجتمع المدني بحكومة الوحدة الوطنية (أ.فرج الفزاني)، ومدير مكتب مفوضية المجتمع المدني بادري بالشاطئ(أ. أحمد النايض)، ورئيس المنظمة الليبية لأعضاء القضاء العسكري(أ.عمر عمار الجد)،وعن جامعة الحاضرة وعضو مجلس إدارة منظمة احقاق للتنمية المستدامة لحقوق المرأة والطفل(د.هدى البغدادي)، ومدير مركز هيا للتدريب(أ.إلهام التريكي)، ومدير مؤسسة ذكرى لذوي الاحتياجات الخاصة(أ. حسين ابوكتف)،ومندوبين عن هيئة مكافحة الفساد، وعدد من الشخصيات الثقافية والفنية والاعلامية، وأساتذة وطلبة الجامعات الليبية، وممثلين عن مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الغير حكومية .