- عادل عبد الكريم
كانت تحمل كل طقوس الوشم التي توارثتها منذ الأزل ،رمز على الأنف لعزة النفس ودقّتيْن لبرّ الوالدين ومقص لكي يبعد الفراق. تكليلة المحاميد لم تفارقها ، وأغاني الرحى لأولئك المنسيين الذين تحوم خيالاتهم كل ليلة على مشارف قلبها. أعود ليلاً مثل كل ليل أجلس على عتبة الباب أترقب عينين أن تفتحا لي باب اللوح مخافة أن يضبطني الحاج متلبساً برائحة ما، لازلت ياأماه أعود ليلاً مثل كل ليل لم يعد والدي يتذوق حاسة الشم ولازالت العتبة وباب اللوح لم يتحركا منذ ألف شوق . عيناك هما الغياب …. وكنزة الشتاء وسفر الطيبين ياأماه … وأنت تجلسين بمحاذاة ركبة الإله وأنا أجلس بمحاذاة طاولة الشياطين … أحتاج دعواتك لي ،فليس في جعبتي شيء من الكلام ، فأنا أحتاج لعزائك لي. وحياة خالتي وسيدي بودبوس، يا أمي أنا الميت الذي يحتاج لرثائك …. ونصيحتي ، كيف أطيق هذه الحياة … دعكم من كلامي فأنا ربما أهذي في صفحتي المملوكة لي بعقد مع السيد مارك … ولا أريد عزاء أحد ولو بحرف مكرر ومسكين ويتيم … ذات يوم في قطار بعيد كانت الصبية التي بجانبي تودع أمها حتى بعد أن اجتاز القطار المحطة بمسافة بعيدة … ولم تعد تراها ولكن لازالت تشير بيدها بوداع قريب ، قلت لها لقد غابت أمك قالت: أمي لا تغيب وأنا أودع أمي، فمال دين أهلك . ما رأيكم بالصورة وجمال أمي ولباسها ومن يستطيع أن يقول لي اسم الرداء والفضيات فقط، أما إذا وضعت بتعليقك وردة جميلة، ستصل رسالتك لها، لا عزاء للأموات، العزاء لمن يمارسون فضيحة الحياة . ( خارج النص ) .