رؤيةٌ شرعية

رؤيةٌ شرعية

 زهير كريم

 ظلت كلمة “عانس” تساوي عند الأمِّ والأبِّ كلمة “ذعر”.  تحولتْ في الليل إلى خيوط تلتف حول رقبتيهما. وفي النهار إلى مرارة في الفم, هناك شبح تسمعُ الأمُّ ضحكتهُ في البيت، يزدادُ ذعرها كل يوم درجة. وصوتها درجة.

عليكَ أن تذهبَ بها إلى الأدغالِ يا رجل!  تقول لزوجها

_ الأدغال؟ يستغرب الزوج.

_ نعم الأدغال، ومابها الأدغال؟ او الصحراء، مابها الصحراء؟ الستر مهما كان، هو أفضل من العنوسة، اذهب الى هناك واجلب لها رجلا، عمرها  الآن25 عاما. الزواج من كائن  فضائي، او من وادي الجن، افضل من بنت تكبر كل يوم بدون رجل.

 يسمعُ الأبُ تهديدَ الشبحِ: ماذا تنتظر يارجل، سيخدث أن تعشق أحدهم ، يهتك جسدها ويهرب. يزدادُ خوف الأب من ( أحدهم) اربع درجات كل يوم، و يزداد تشويش عقلة  خمس درجات ونصف. يقررُ أن ينشرَ الإعلانَ بين الأقاربِ: من يجد في نفسه النية فليتقدم. او اختصارًا ( گبعها وخذها)

  وهذا القرار كان بديلا عن اقتراح الأمِّ ، وهو سؤال مجنون:  لماذا لا يقومَ بالمهمةِ إمامُ الجامعِ من خلالِ مكبرِة صوتِ المسجدِ، عند صلاة المغرب بالذات، سوف تصلُ الدعوة للأحياءِ المجاورةِ فنختصرالوقت والجهد وعبء الكلام المباشر؟

وفي يومٍ جاء النصيبُ، أمُّ الخاطبِ أولًا وعماتهُ، شاهدنَ وعاينَّ بالنظراتِ المخلصةِ الحادة البنتَ في رواحها ومجيئها لتقديمِ واجبِ الضيافةِ.  لوين شفاههن و طلبنَ الرؤيةَ الشرعيةَ.

جاءَ الخاطبُ وفحصَ بعينيهِ الشهوانتين كل شيء، اختبرَ  لذي بين فخذيهِ والنتائجُ لم تكن مُرضية، قال لأبيه: (لم ينتصب).

 جاءت خالاتُ الخاطبِ، ونسوةٌ من الجيرانِ، قلنَ للأمِّ: لم نرَ ما تحتَ الثيابِ، نخاف من الحشو، المخفيُّ لا يمنحُ الطمأنينةَ، والمكشوفُ رضا ومسرة. كشفت البنتُ السيقانَ والأذرع.

 جاءتْ بناتُ العمةِ وبناتُ الخالةِ وقلنَ: نريدُ البطنَ والصدرَ فهما أساسيان. ليس البنت سوى بطن وصدر.

 امرأةٌ كبيرةٌ في السنِّ، حكيمةٌ وعارفةٌ بكل شيءٍ، حضرت يوما  وقالت: نريد  معاينة  المؤخرةِ عن قرب  والفرجِ.

 ابو الخاطبِ جاء ايضا، طلبَ أن يسمعَ الصوتَ من خلفِ حجابٍ. فالصوتُ فضيلة وجمال.

 صديقاتُ أختِ الخاطبِ حضرنَ يومًا وطلبنَ من البنتِ العانسِ أن  تغسل وجهها من المساحيق خوفا من الأقنعة، طلبن أن تحكي لهنَّ نكتةً، أردنَ سماعَ طريقتها في السردِ وقدرتَها على الإضحاكِ، أردنَ الإصغاء لدرجةِ الإغراءِ في حبالها الصوتية وصحة مخارج الحروف، أردنَ التفرجَ على مشيتها، عجنها وطبخها، كيفَ تغتسلُ وكيفَ تسرحُ شعرها ثم طلبن شهادة طبية للخلو من الامراض المزمنة.

 أمُّ الخاطبِ قالت: لا، لن تصلحَ هذه البنتُ زوجةً، تبدو كئيبةً، غيرَ راضيةٍ، حزينةً، وغيرَ مطيعةٍ، سوف تفسدُ حياةَ ابننا وهو خارجٌ للتوِّ من زواجٍ لم يستمرْ سوى شهرين. قبله زواجٌ لم يستمرْ سوى أربعةِ أشهرٍ، عليهِ أن يصبرَ حتى نعثرَ على النصيبِ، لم يعدْ هناكَ بناتٌ كثيراتٌ يصلحنَ للزواجِ!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :