محمد جيد
* *
هل يمكن الآن
صندقةُ نحيبها
وقيحُ الروح يقطر من شرخ الطين..
هل يمكن أن اصبح
كلبا شاعرا
يخصف نباحه الممزق
كلما سمع حسيسا على عشبها الأسود..
رُبَّما لستُ على
وَجَلٍ لأحفرَ داخلي،
رُبَّما لستُ على
سَمْتٍ حتّى
يَنْصَفِقَ المعنى على لُغَتي،
وأعْجِنَ ثَرْثَرةَ الكَوْن،
وأنفُخَ المَجازَ في صَدْرِها.
لا أُرِيدُ حَزَّ مِعْصَمِها
لِتُرْضِعَ رِواياتِ الرَّمادِ من حِبْري.
لَمْ أَقْتَرِفْ
سَحْبَ وَجْهي من غِمْدِه،
لأُشْهِرَهُ بَيْنَ الجُموع،
وأُلَمِّعَ أَنَايَ عابِثًا
بِنَشِيجٍ مِمَّنْ كَتَبَ لِدُميَتَيْنِ بَرِيئَتَيْنِ
رِسالَةَ الشَّوْق.
رُبَّما أَتَحَوَّلُ مِن جَدِيدٍ
بَعْدَ أَنْ كُنْتُ غُرابًا في بَدْئِها وانسى
أن أعلمه وضع وردةٍ على قبر أخيه..
رُبَّما،
هذِهِ الحقْبَةُ المُرْبِكَةُ
يَحْتَرِقُ مِن صَهْدِها فَانُوسُ دِيوجينَ القَدِيم،
ويُضِيءُ دُسْتُويوفْسْكِي مِن قَبْرِهِ الأَحْمَر.
لَكِنَّني الآن
أَعْبَثُ بِمَسْخِ كَافْكا،
أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ حُرًّا
طَيِّبًا أفرُكُ عنها حزني
مُبْتَسِمًا طِوالَ الدَّبِيبِ.
جَسَدِي القَدِيمُ
غَبِيٌّ جِدًّا، كَما تَرَى،
جَسَدِي القَدِيمُ
لَعْنَةُ هذا التُّراب.
لا أَسْتَطِيعُ المَشْيَ بِثَبَات،
وقَلْبِي يَرْتَجُّ.
لا أَسْتَطِيعُ غَمْسَ يَدِي داخِلَهُ
لأُخْرِجَ يَرَقَةَ الخَوْف،
لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُقشّرَ طِينَتِي
مِثْلَما تُغَيِّرُ أُمٌّ حفاظَةَ طِفْلِها…
عَلَيْكَ أَنْتَ أَنْ تُغَيِّرَ نِهَايَةَ الرِّوَايَةِ يا كَافْكا.
سَأَكُونُ سَعِيدًا جِدًّا بِالأَمْر،
ثُمَّ دَعْنِي وَشَأْنِي،
أَفْتَحُ رِوَايَتَكَ بَعْدَ آخِرِ وَرَقَة،
أَعُودُ إِلَى بَيْتِي،
أَحْضُنُ أَطْفَالِي،
ثُمَّ أَذْهَبُ
إِلَى النَّوْم،
داخِلَ بالُوعَتِي الفَارِهَة.
لأَحْلُمَ بِانْتِهَاكٍ
لِرِوَايَةٍ أُخْرَى،
لِأَجْلِ سَحْلِ إِنْسَانِكُم قَلِيلًا
عَلَى شَفَةِ العَدَم…
لَعَلَّ الكَوْنَ
يَرْتَاحُ قَلِيلًا
عَلَى
قَصِيدَتِي
المَائِلَة.
او لعلني
أعود إلى ظهر أبي
أقطع ذيلي
اتكوّرُ في دمه
بينما يسبح إخوتي بِنهَمٍ أعمى
نحو رواية أخرى..














