كتب / عمر علي أبوسعدة / ناشط ومهتم بالشأن الجنوبي
زيارة متأخرة لسنوات – قصيرة لساعات من المبعوث الأممي لمجلس الأمن المفوض بإخراج الأزمة الليبية من النفق المظلم للنور من المفترض زيارة القصد منها فهم أزمات فزان من واقع الأرض – الذين ضاق بهم الخناق لكل أوجه الحياة في أمنهم ومعاشهم وحاضرهم ومستقبلهم
مرحلة تناقضت مع كل ما هو أخلاقي يسود فيها السلوك المنحرف والفساد والجريمة وغابت المقاومة والرفض والدولة – فالحاجة تُخرج من المرء أسوأ خلائقه فهل سوف يستبطن أهل فزان وعياً بأن لهم حقوقا في الأمن والتنمية والعيش الكريم من مواردهم في هذا البلد .
أزمات يعترف بها المبعوث الأممي وقال( إن أزمات الجنوب لا تحصى ولا تعد والدولة غير قادرة على مواجهتها). استبشر الجميع خيراً بزيارة المبعوث ولقائه بأطياف من أهل فزان وعميد بلدية عاصمتها وأكاديميين جامعة سبها ، وتوقعنا من فرصة اللقاء المباشر مع المبعوث أن تقدم من على الأرض أزمات فزان الحقيقية برؤيا واضحة وتملك للمبعوث حزمة واحدة- لكن ما أثار دهشتي وحيرتي تنوير السيد عميد البلدية للإعلام حيث اختزل أزمات فزان مجتمعة في الصراع على السلطة بين الشرق والغرب وأن أزمات الجنوب سهلة الحل .
حينها تدارك المبعوث خطاب العميد وتبرع بمليون دولار لصالح خدمات المدينة ووعد بتحسين معاش الناس وتحسين الوضع الأمني لإجراء الانتخابات . هل أدرك المجتمعون مع المبعوث الأممي أن أكبر المخاطر التي تهدد الأمن القومي بفعل وجود حركات أجنبية مرتزقة مسلحة تمارس الحرابة والسلب والنهب والخطف وتجارة البشر والمخدرات ، وهي وقود الصراع السياسي والأمني بين الشرق والغرب وإذا تمت إزالتها من المشهد سيخف حدة الصراع وقد ينهيه للأبد . هل أدرك المجتمعون مع المبعوث أن مشكلة الهجرة غير الشرعية المصنفة أكبر هجرة في التاريخ الحديث . تؤرق العالم وتغير من التركيبة الديموغرافية وتمس حرمة النسيج الاجتماعي هي مشكلة جنوبية بامتياز . هل أدرك المجتمعون بأن هناك أياد خفية وطابور خامس بفزان يصنع في أفضل بيئة جاذبة لأخطر التنظيمات الدموية في العالم داعش والقاعدة لينتصر لمشاريع سياسية فاشلة . ولايريد الخير لهذا البلد وأهله . هل أدرك المجتمعون أن يتقدموا برؤيتهم للمبعوث للمساهمة لحل أزمات فزان العميقة ، من مصدر قوة وثبات. ففزان تقدم أكثر من 40 % للناتج القومي لاقتصاد الدولة. نفط وغاز ومياه عذبة للساحل بآلاف الكيلو مترات . الخوف أن الهدف من زيارة المبعوث والمجتمعون ذر الرماد في العيون ، حتى لا يقع المبعوث الأممي في فخ الإحراج داخل المؤتمر الجامع المزمع عقده في مقبل الأيام بدعوى أنه لم يزر فزان – وآمل ألا تكون زيارة حق ، يراد منها باطل . حفظ الله ليبيا