شعر :: عمر عبد الدائم
الرّيحُ أمّي
وتاريخُ الزمان أبي
والشمس مرضعتي
وأيامي حِقبْ
مذ كان هذا الكون طفلاً
كانت الرمضاءُ نَعلِي
كان مئزريَ اللهبْ
ورضعتُ ثديَ الشمس
فوق صخور “أكاكوس”
وتاسيلي
وفي “جرمة”
ورسمتُ من وجعي
على “زلاّف” أمواج الذهب
أنا
واحة الرّطَبِ الجنيّ
أنا
ذلك المنسيّ
والركن القصيّ
وأنا الطرب
لَيلِي “مرزكاويّ”
أراقِصه بألحان القصبْ
وأنا التّعِبْ
يا إخوتي
وأنا التعب
فخناجر الأعداء في صدري
وخنجركم..
يندسّ في ظهري
فآهٍ ..
والعجب!!!!!
**
متى ستُدرِكُ يا جنوب
أنّي إليكَ جَوَىً أذوب ؟
متى ستعرفُ أنني
ما اخترتُ بُعدَكَ طائعاً
لكنّ هاتيك الخطوب
عصبتْ على عينيّ سُودَ الأربطةْ
وأنا .. أنا
مازلتُ أصدحُ هاهنا
أنّي جنوبيُّ الهوى
أنّي جنوبيّ الهويّهْ
فمتى ستُدرِكُ أنّنا ..
كُنّا .. وإياك الضحيّهْ
كانت .. ولا زالتْ
سِياطُ الجهلِ تَحفُرُ
في العُقُولِ لها مَسَارِبْ
كُنّا ـ وما زِلنا ـ نُقاتِلُ بعضنا
كُنّا ـ وما زِلنا ـ نُحارِبْ ..
تحت رايات الظلام الجاهِليّة
تحت المِحَنْ
واليوم ندفعُه الثّمن
أوّاهُ ..
يا هذا الرّكامُ بداخلي
أوّواهُ ..
يا هذي المساءات الكئيبة
كالرماد
هل مِن صباحٍ
فيه تُطوى
كلّ أثواب الحِداد
في بلادٍ ..
كلّ ما فيها
ومن فيها
بنادق .. أو بيادق
فمتى تعودُ ؟
متى نعود
من تَيهنا ؟
أوّاهُ يا ذاكَ الجنوب
ومتى سننعمُ بالسواقي
في “السواني” والدّروبْ ..
و “الوشكِ” ..
والرّمضاءِ ..
والماءِ الزّلالْ
اللهُ .. يا تلك التّلال
تلك “الحطايا” البِكرُ ..
يا تلك الرّمالْ