محمود السوكني_
تنشر وسائل الاعلام المختلفة صوراً لجيش العدو وهو يستخدم الأسرى الفلسطينيين دروعاً بشرية لقواته الغاشمة في سابقة لم تعرفها أبشع الحروب وأشنعها حقارة وندالة ، فيما تفاجئنا وزارة الخارجية الأمريكية بسؤال ساذج عن حقيقة إقتراف الجيش الصهيوني لمثل هذا الفعل الإجرامي الخسيس ! إستخفافاً بعقل المتلقي الذي يعلم جيداً أن جيش الإحتلال لا يتقدم قيد أنملة إلا بعد أن يتشاور مع حليفه القوي لضمان دعمه ومساندته ، وكذا مشاركته إذا تطلب الأمر .
لم تكفه المجازر التي يقترفها كل يوم في الأراضي الفلسطينية والجنوب اللبناني ، بل تجاوزها إلى الإحتماء بأجساد الأسرى المنهكة وهي مكبلة لتصد عن عرباته الرصاص !
لا يهتم النتن ، ولا عصابته يعنيها ، عبارات الشجب والإستنكار التي تصدر من هنا وهناك ، فهي كلها (فشينك) لا تضر ولا تنفع ، المهم عنده أن لا يتوقف تدفق السلاح والدخيرة من أمريكا تحديداً التي لم تمنعها مسيرات الإستنكار اليومية التي تجوب شوارع وساحات وأشنطن دي.سي. وتنتهي أمام البيت الأبيض ، على تزويد العدو الصهيوني بأحدث أنواع الأسلحة وأكثرها فتكاً بالعباد . رغم إدعائها العمل على وقف إطلاق النار حفاظاً على أرواح المدنيين ، غير أن أمريكا لا تتوقف عن إرسال القنابل الفتّاكة التي ساهمت بفعالية في تدمير البنية التحتية وإبادة عشرات الألاف من السكان الأبرياء ، يشارك أمريكا هذا الجرم ، بعض دول حلف الناتو وعلى رأسهم المانيا وإيطاليا وفرنسا وهم بالمناسبة قد إلتقوا يوم الجمعة الماضية ولا نعلم على ماذا إتفقوا بخلاف البيانات العاطفية التي يصدرونها للميديا، ولا ننسى بالطبع صنيعتها بريطانيا التي كانت لا تغيب عنها الشمس فأضحت فاقدة للبصر والبصيرة .
بعد أن تورطت حكومة النتن في إستدراج إيران إلى المواجهة العسكرية ، وخوفاً من أن تنجح إيران مرة أخرى في إختراق دفاعات الصهاينة التي فشلت قبتها الحديدية ومقلاع داوود في صد صواريخها ، قامت الإدارة الأمريكية بإرسال منظومة الدفاع الجوي (ثاد) رفقة فريق أمريكي لتشغيلها ، لتعزيز الدفاعات الجوية تحسباً لأي رد إيراني محتمل .
ومعلوم أن أمريكا سبق أن أرسلت هذه المنظومة عام 2019 ، وهاهي تعيد الكرة حماية لدولة الإحتلال بنظام وحيد من نوعه قادر على إعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي ، حتى يضمن حمايتها ويمنحها الفرصة لمواصلة عبثها الجنوني دون عقاب .