أثار إعلان المجلس العسكري في مصراتة، ضم قواته كافة إلى قوات الجيش الليبي بشكل نظامي أو احتياطي، تساؤلات وتشكيكات في صدق نوايا هذه الخطوة، خاصة وأن هذا الانضمام لم يكن من طرف صاحب الاختصاص المتمثل في قيادة الجيش، بل من قبل قادة مصراتة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه؛ لأن التشكيل المسلح منح الشرعية لنفسه بداية.الأمر اللافت في هذه الخطوة، التي وصفت بـ”المشبوهة” ، تتعلق بماهية الجيش أو الجهة التي ينضم إليها، إذ أكد المجلس العسكري في مصراتة، انضمامه تحت سلطة قوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وهو المجلس ذاته الذي لم يحظ بأي شرعية دستورية أو قانونية، لتباشر حكومته مهامها المرفوضة من قبل البرلمان أيضاً.
انضمام مشبوه
ويرى المحلل السياسي الليبي عبد الله الرايس، أن هذه الخطوة تحمل الكثير من الدلالات، كونها تأتي بالتزامن مع قرب إعلان القيادة العامة للجيش الليبي، ميليشيات مصراتة مارقة وخارجة على القانون، في حال عدم رفضها الامتثال للجيش وتسليم سلاحها .
وأضاف الرايس :” تحسباً لقرار إدراجهم كميليشيات مسلحة مارقة خارجة على القانون من قبل المشير خليفة حفتر، يحاول قادة مصراتة الخروج من هذا المأزق، بإعلان انضمامهم للجيش على شكل قوة نظامية أو احتياطية، للإفلات من أي ملاحقة قانونية، وهذا الإعلان اعتراف صريح من قبلهم، بأنهم ميليشيا مسلحة كانت تتحرك دون تفويض أو تكليف رسمي من أي جهة عسكرية رسمية “.
وأعلن المجلس العسكري بمصراتة ، انضمام القوات كافة المنضوية تحته، إلى المنطقة العسكرية بالمنطقة الوسطى، وذلك وفقاً للقوانين المعمول بها في الجيش الليبي، بصفة نظامية أو احتياطياً، ووفقاً للقانون العسكري.
وبيّن المجلس، أن هذا القرار يشمل التدريب، حسب البرامج المعدة من قبل إدارة التدريب للجيش الليبي.
وعلق آمر المنطقة العسكرية الوسطى بشير القاضي، وهو رئيس غرفة عمليات الخاصة لقوات البنيان المرصوص التي أخرجت داعش من سرت ، تعليقاً على هذا القرار قائلاً: “الكتائب العسكرية المنضوية تحت المجلس العسكري مصراتة تنادت للانضمام إلى المنطقة العسكرية تحت رئاسة الأركان المنبثقة عن المجلس الرئاسي ومجلس الدولة، إذ سيتم إنشاء شعبة داخل المنطقة العسكرية الوسطى مصراتة، وتشكيل لجان لانضواء مقاتلي هذه الكتائب، ومن أراد الانضمام للاحتياط سيتم صرف أرقام لهم ” .
وأشار القاضي في تصريح تلفزيوني إلى أن هذا القرار جاء رغبة من آمري الكتائب للقوات المساندة والمشاركة في عملية البنيان المرصوص، داعياً باقي المناطق العسكرية في المنطقة الغربية ، للأخذ بهذه الخطوة التي جاءت من “كتائب الثوار” والمجلس العسكري مصراتة للدخول تحت شرعية جيش الوفاق.
انضمام شرعي
من جهته، أكد أحمد هدية رئيس المركز الإعلامي لقوات البنيان المرصوص في حديث مع “إرم نيوز”، صحة انضمام القوات كافة التي حاربت في سرت للمنطقة العسكرية الوسطى، وهي تابعة لرئاسة الأركان العامة للجيش ، معتبراً أن هذا الانضمام شرعي وسيخضع للشروط والقانون العسكري.
وعن مدى أهمية توقيت إعلان الانضمام، أجاب ” عندما تم تحرير مدينة سرت من قبضة داعش، تم الاتفاق على ضرورة الانضمام بشكل نظامي أو احتياطي لقوات الجيش، وهو من وجهة نظري الوقت المناسب، لأننا نحاول تقديم صورة حسنة عن الانضباط واحترام الأوامر العسكرية، والتحرك وفق أوامر من قبل قيادات الضباط العليا بالجيش، وهو ما حدث بشكل حي في مشهد تحرير سرت من الإرهاب “.
وحول الاعتراف بقيادة الجيش تحت المشير حفتر، علق هدية ” هذا موضوع آخر ليس له علاقة بقرار الانضمام، لأننا نتبع المنطقة العسكرية بالمنطقة الوسطى، وهي قائمة منذ عهد نظام القذافي، ربما تغير اسمها من المنطقة الدفاعية إلى المنطقة العسكرية، لكنها في النهاية جهة رسمية تتبع رئاسة الأركان العامة “.
وجدد رئيس المركز الإعلامي لقوات البنيان المرصوص، دعوته لتكثيف الجهود المشتركة، لمحاربة الإرهاب في شتى عموم البلاد، وألا يقتصر على جهة أو منطقة واحدة فقط ؛ لأنها معركة الليبيين جميعاً، لاستئصال أي أخطار متوقعة لهذا الورم الخبيث، بحسب تعبيره.