- سندس الرقيق
من هنا
مَرُّوا سريعًا
مِنْ ظلامِ اللّيلِ
والنَّايِ الحزينْ
من هنا مرّوا سريعًا
راقَصُوا الجسدَ المعنَّى
فوقُ نيرانِ الحنينْ
تركوا اللّيلَ بقايا
تركوا الطّير سبايا
مبسَمُ الأطفالِ أنغامٌ
يُغنِّيها الأنينْ
من هنا مَرُّوا سريعًا
لم يعُدْ للصُّبحِ إشراقٌ
وأطفالي ضحايا
ونساءٌ مُستريحات
على كُرسيِّ أحزانِ المساءِ كُنَّ
يغزِلنَ انتظارًا باهتاً للذاهبينْ
كُنَّ يجلِسْنَ لِيَرسُمْنَ الضَّياعَ
كُنَّ يحضنُّ صغارًا لي جِياعَا
وعلى أُرجُوحةِ الفقدِ
المُريعِ العِيدُ يبكِي مِن سنينْ
قبرُهُم يصرخُ فينا
مُنذُ جِيلَينِ وأكثرْ
غرسَ السِّكِّينَ فينا
جعلَ الجُثمانَ في اللّيلِ سَجينا
باعَنا كي يَشتريكْ
أرشدَ الذِّئبَ الخَؤونَ
لِطريقِ المُتعَبينْ
وأنا مِن زمن ٍ كنت أنادِي قبرَهُم
مَن يَمنعُ الدَّمعَ المُسالَ
طفلتي
مَن يَمنحُ الصُّبحَ
جمالًا..
ثغرُها
اعتادَ صُراخًا مثلَما اعتَادَت عليهِ ذا أنينٌ لا رَنينْ
مَن يُواسِي الحِبرَ
في جوفِ الحقيقةِ
بعدَ أن غابَ ابتسامُ الأبِ
عن كلِّ العُيونِ
صُبحَهُم
مَن بدَّلَ الجَنَّاتِ للأطفال نارَا
مَن سَيمنحُهُمْ معَ الفَقدِ انتصارَا
أيُّها
الصُّبحُ المُسجَّى
فوق أوحالٍ
وطينْ