طفح مياه الصرف الصحي يكتم أنفاس سبها ويغرقها، ولا حلول جذرية تلوح في الأفق

طفح مياه الصرف الصحي يكتم أنفاس سبها ويغرقها، ولا حلول جذرية تلوح في الأفق

تقرير : حليمة حسن عيسى

 قبل أكثر من عقد في فترة النظام السابق كانت النساء والعجائز بأحد الأحياء بمدينة سبها،  يروين ويتداولن خرافة  عن طفح مياه الصرف الصحي. وهي أنه إذا طفحت المياه في الشوارع، فإن ذلك يعني أن فتاتيْن في ذلك الحي سيتزوجن قريبا.

وكانوا يعتبرون ذلك دليلاً على توفيق الله وبركته. ولكن هذه الخرافة تحولت إلى كابوس بعد أن انهارت شبكة الصرف الصحي في المدينة بشكل كبير وخاصة في محلة المهدية بسبب الحرب والإهمال.

وأصبحت المياه العكرة والملوثة تغمر الشوارع والمنازل، محدثة مشاكل صحية وبيئية خطيرة. في هذا التقرير، سنسلط الضوء على حجم الكارثة ومسؤولية الجهات المعنية ومطالبة الأهالي بحل عاجل.

تهميش وتقصير متعمد.

قال أحد سكان حي الإذاعة بمحلة المهدية ومتضرر من سوء الخدمات داخل هذا الحي ” أحمد حوسين بشير ” مشتكيا من سوء الخدمات سواء من المجلس البلدي أو المجلس المحلي المهدية بأنه يوجد تقصير شديد من الجهات الاعتبارية لهذا الحي والدليل على هذا الكلام هو هذا الطفح لأننا كل شهر نعاني منذ 2012 إلى الآن و هذه المشكلة ليست جديدة على سكان الحي وقمنا بمناشدة الجهات المختصة بالبلدية ولكن كلها وعود ولم يتم تنفيذ أي شيء على أرض الواقع واستنكر التهميش المتعمد والتقصير من المسؤولين .

•        بسبب مياه الصرف تم إخلاء عمارتين.

وأضاف أنه توجد مواسير مياه الشرب متكسرة ومختلطة بمياه الصرف الصحي وكما نعاني من مشاكل بيئية وصحية خلفتها تجمعات مياه الصرف الصحي.

وأوضح أنه بسبب الروائح والأوساخ والناموس لا نستطيع فتح النافذة  كذلك توجد غرف التفتيش والمجمعات بالطرق بدون أغطية.

منوها أن تجمع مياه الصرف الصحي تحت العمارات أدى إلى تصدع وتمييل في العمارات وتخريب الأساسات وليونة في الأرض.

وقال إنه يوجد عمارتين تم إخلاؤها من سكانها بسبب أن العمارات على وشك الانهيار .

وناشد ” إسماعيل هارون ” ديوان المحاسبة وجهاز الإسكان والمرافق أن يقفوا وقفة جادة مع سكان المنطقة. مؤكدا أن هنا كانت بحيرة كبيرة ” مستنقع ” وتم التعامل معه بسيارات الشفط الخاصة بشركة المياه والصرف الصحي حتى يتمكن الناس من عبور الطريق يعني تقليلا للأضرار وحلولا مؤقتة.

*الوضع مزرٍ ونعاني من المشكلة من سنين.

وطالب المواطن ” إمحمد  مسعود “المجلس البلدي أن يقوم بواجبه على أكمل وجه أو يترك المسؤولية لغيره كما وجه كلمة للمسؤولين بأن المسؤول غير القادر على أداء وظيفته ومهامه على أكمل وجه أن يقدم استقالته ويعفي نفسه بنفسه .

وتساءل هل من الممكن أن المواطنين هم من يقومون بتنظيف مشكلة المنطقة وطفح الشوارع؟  لأن الحقيقة الوضع مزر ونعاني من هذا المنظر منذ سنوات طويلة خصوصا أن مدينة سبها تعتبر عاصمة الجنوب وفيها اكتظاظ سكاني.

•        عطل كهربائي أفسد المضخات الخارجية.

وأفاد الناشط الحقوقي والمهتم بالخدمات الداخلية بسبها والموظف في المجلس الوطني للحريات وحقوق الإنسان فرع سبها ” علي بن نزهة ” أن السبب الرئيسي لهذه المشكلة هو عطل كهربائي في الكابل الذي يغذي المضخات الخارجية مما أدى إلى إطفاء المضخات وحدوث الفيضان في الشارع وبفضل مجهودات المهندسين والمواطنين قاموا بمداركة هذه المشكلة بسحب الطفح الذي حدث.

•        5 محطات  للمعالجة وأغلبها خارج الخدمة .

وأكد أن هذه الحلول المؤقتة لا تصلح بالبلدية ولابد من وجود حل جذري لهذه المشكلة وذلك لأن محطة المهدية هي المحطة الرئيسية للرفع ويجب أن يكون لديها خط ثان يعمل أوتوماتيكيا لو حدث أي التماس كهربائي بالشركة يعلق مباشرة أو مولد كهربائي لتدارك هذه الأخطاء وذكر أن مدينة سبها يوجد بها 5 محطات صرف صحي للمعالجة وأغلبها خارج الخدمة.

وأشار إلى مشكلة بحيرة حجارة أن العقد الموقع من قبل جهاز المرافق والإسكان متوقف حاليا في ديوان المحاسبة ولأن القيمة المالية كبيرة تم تحويلها إلى الرقابة ونحن من هذه الوقفة الاحتجاجية نطالب رئيس جهاز المرافق والإسكان ‘ خليفة المهدي ‘ أن يتابع هذا الموضوع وكذلك المجلس البلدي سبها والجهات والسلطات المحلية لأن عليهم مسؤولية كبيرة أمام المواطنين وواجبهم أن يقفوا للمدينة لأنهم هم المسؤولون.

ويقول المواطن والمهتم بالشأن العام  ” عبد السيد عطية الجباري ” إننا نعاني من نقص حاد في الإمكانيات ونسمع في وعود وتوقيعات عقود لحل هذه المشاكل ولكن لا يوجد شيء على أرض الواقع .

•        كلها وعود.

وذكر أحد سكان حي الإذاعة ونشطاء سبها ” عمر موسى ” أن هذه مشكلة قديمة ولها أكثر من 11 سنة وكانت الدولة قبل 2011 ستبدأ بهذا الدائري لأن كان هناك مشروع لإصلاح وتطوير شبكة المياه والصرف الصحي وإصلاح الطرق ولكن بعد الأحداث توقفت هذه المشاريع والخدمات وتم مناشدة عدة جهات منها المركز البيئي بخصوص هذه المشكلة ولم نتوصل إلى شيء إلى الآن كلها وعود .

•        عقود موقعة لم يتم تنفيذها.

طالب المواطن ” عمر ميلاد بن خيلب ” الجهات المسؤولة وذوي الاختصاص بهذا الموضوع أن يأخذوا الأمور بجدية لأن الحقيقة الوضع كارثي ولا توجد أي خدمات من المجلس البلدي ولا جهاز المرافق والإسكان ولكن توجد عقود موقعة ولم يتم تنفيذها نريد أن نعرف هذه العقود أين وصلت. ونوه أن محلة المهدية تعاني من الطفح مرة أو مرتين في الأسبوع.  وأوضح أن في محلة حجارة يوجد حي يعرف ب “عومة الصبّة ” حول تجمع مياه الصرف الصحي سوف ينهار .

•        إدارة مستقلة وإمكانياتها شبه معدومة.

ومن جانبه ، قال مختار محلة المهدية ” علي القايدي ” إن هذه المشكلة هي مشكلة خارج نطاق إدارتنا لأن شركة المياه والصرف الصحي هي إدارة مستقلة وإمكانياتها شبه معدومة والحقيقة التي أقولها إنه لا يوجد تعاون من الجهات المختصة.

•        محطة المهدية هي المحطة الرئيسية للرفع.

وأشار القايدي إلى أن الموقع الجغرافي للمهدية في نهاية المدينة بمعنى أن كل الصرف الصحي على مستوى بلدية سبها سواء كان من أحياء المدينة الغربية أو الشرقية عندما يخرج الصرف الصحي عن طريق محطات الرفع يفرغ في محلة المهدية بمعنى أن محطة المهدية هي المحطة الرئيسية للرفع وهي التي التي ترفع لمحطة المعالجة ومن ثم إلى بحيرة حجارة لذلك أي خلل يحدث في المحطة الرئيسية في المحلة يسبب طفحا وسط المدينة ويبدأ بالمهدية لذلك نحن كمحلة نعاني من هذه المشكلة بشكل كبير جدا وذلك بسبب الموقع الجغرافي للمحلة الذي سبق ذكره.     

•        شبكة الصرف  لم يتم صيانتها لأكثر من 40 سنة

وأكد أن هذه المشكلة ليست أول مرة تحدث تتكرر منذ سنوات طويلة وذلك لأن شبكة الصرف الصحي على مستوى بلدية سبها لم يتم صيانتها لأكثر من 40 سنة والإمكانيات في المحطة تعتبر شبه معدومة وضعيفة.

وأضاف أنه منذ عام تقريبا ‘ جهاز المرافق والإسكان ‘ وقع عقدا مع شركة مصرية لاستكمال الصيانة وإصلاح أعطال محطة المعالجة الناتجة عن الانفلات الأمني الذي حدث في عام 2011 .

وتابع أنه توجد شركة ليبية وطنية يمكن التعاقد معها لنقل ‘بحيرة حجارة ‘ من مكانها الموجودة فيه إلى ‘ زلاف ‘ ما يبعد حوالي 15 أو 16 كم عن مدينة سبها.

•        يلام المجلس البلدي لأنه لم يخاطب الجهات المعنية.

ونوه أن هذا الطفح عندما يجف سوف يتطاير مع التراب ويسبب الأمراض والمفروض أن هذه المناظر لا يراها المواطن ولو كانت الشبكة صحيحة والبنية التحتية سليمة هذا الطفح لا يطفح إلى الخارج ولذلك يفترض من الدولة والمجالس المحلية والمجلس البلدي وشركة المياه والصرف الصحي أن يقفوا وقفة جادة وأن يجدوا حلا لمشكلة الصرف الصحي.

وأوضح أن المجلس البلدي له علم بكل كبيرة وصغيرة بالبلدية ولكن المشكلة أن المجلس ليس لديه إمكانيات ولكن يلام المجلس البلدي لأنه لم يخاطب الجهات المعنية مثل شركة المياه والصرف الصحي على مستوى الدولة.

•        متضررون قدموا شكوى ولم يتم تعويضهم.

وعن وجود حالات مرضية بالنسبة للسكان القاطنين في هذه المنطقة ، أعرب قائلا إن إلى الآن لم يتم تسجيل أي حالة ولكن هناك أزمة حدثت قبل سنتين يوجد أفراد قاموا بتقديم شكوى بأنهم تضرروا بسبب طفح مياه الصرف الصحي وأن هذه الجهة غرقت بالكامل وتم تقديم تقارير وملفات إلى الجهات المختصة وإلى الآن لم يتم تعويضهم .

•        بعض  الآبار في  ‘ حجارة ‘ أصبحت المياه فيها ملوثة.

وعن احتمالية تسرب المياه السوداء لمياه الشرب وتلويثها، أكد أن المياه السوداء تتسرب إلى مياه الشرب وتتسبب في تلوثها لأنه عندما الأرض تمتص المياه وتتشبع تصل إلى المياه الجوفية وحسب تقارير الهيئة الإدارية والإصحاح البيئي أنه يوجد بعض  الآبار في محلة ‘ حجارة ‘ أصبحت المياه فيها ملوثة لذلك يجب أن ينظروا لها ويضعوا المشكلة بعين الاعتبار .

وذكر أنه إذا لم يتم حل مشكلة محطة المعالجة وبحيرة حجارة لن يكون هناك حل لمشكلة الطفح الذي حدث بالمهدية ونطالب من ‘الإصحاح البيئي ووزارة الصحة وشركة المياه والصرف الصحي ‘أن ينظروا لهذه المشكلة.

*مطالبة بدعم قسم الطوارئ بشركة الصرف الصحي.

وقال الموظف في شركة المياه والصرف الصحي ” محمد مختار “إن المياه المتجمعة هي عطل خارج مقدرة الشركة وهو بسبب التماس كهربائي في كوابل المضخة وهذه المشكلة تتكرر دائما لأن المحطة متهالكة وتريد تجديدا وتطويرا .

واشتكى أنهم كقسم تشغيل وطوارئ يعانون من عدم امتلاك مقر وغرفة تعقيم ولا يوجد لديهم مركز رعاية صحية ولا مكان لتغيير الثياب ولا تأمين طبي .

وطالب الجهات المعنية أن تدعم قسم الطوارئ والتشغيل من خلال توفير الآلات ومعدات السلامة المهنية مثل الكمامات والحذاء الخاص .

•        الإجراءات التعاقدية لتنفيذ محطة معالجة الصرف الصحي استُكملت.

وفي ذات السياق أكد مدير جهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق ” محمود عجاج ” خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية ” عبد الحميد الدبيبة ” لمتابعة المشاكل التي تواجه المدينة ،أن الإجراءات التعاقدية لتنفيذ محطة معالجة الصرف الصحي سبها بسعة 30 ألف متر مكعب، استُكملت وصادق عليها ديوان المحاسبة، ومن المقرر أن ينطلق المشروع مطلع يناير 2024، وستكون مدة تنفيذه 18 شهرا إلى جانب محطات الضخ بالمدينة.

وصرح مدير شركة المياه والصرف الصحي سبها ” أحمد امجبر ” أن ما حدث من طفح هو بسبب انقطاع في التيار الكهربائي من ساعات الفجر الأولى  وتم إصلاح العطل بالتعاون مع الشركة العامة للكهرباء .

وأوضح امجبر أنه يوجد خطان للمضخة وأن الالتماس الكهربائي حدث في الخط الأرضي، وسبب هذه المشكلة هو أن الخطوط قديمة ومتهالكة بالكوابل والمواسير ونطالب من الجهات التنفيذية في الدولة إصلاح المحطة بأخرى جديدة ؛ مضيفا أن هذه المشاريع المتوقفة من قبل جهاز المرافق والإسكان تؤثر سلبا على البنية التحتية وهذا هو سبب العطل .

وأفاد أنه يوجد خط مياه قديم وتم إصلاحه أكثر من مرة ويوجد به 4 نقاط  وتم إصلاحه وفي نفس الوقت يوجد أنبوب مياه ‘بوثيلين ‘ منشأ من 2010 ولم يتم استكماله وهذه المشاريع تتبع جهاز الإسكان والمرافق فكل هذه المشاريع المتوقفة مثلا هذا خط ‘ الديكتاين ‘ لو حدث له عطل ستخرج المياه إلى الشارع ومن المفترض أن هذه الأعمال والأعمال الأخرى المصاحبة لها أن جهاز الإسكان والمرافق قام بتنفيذها خصوصا أن الأمن والأمان في المدينة جيد وأغلب الشركات عادت إلى أعمالها .

والجدير بالذكر أن شركة المياه والصرف الصحي هي شركة تشغيل وصيانة وإنشاء الخطوط والمحطات والصيانات من اختصاص جهاز الإسكان والمرافق. مضيفا أن الشركة قامت بكتابة تقارير بكل هذه المشاكل والصعوبات التي تواجه المدينة والشركة وتم تحويل الرسائل إلى هيئة الرقابة الإدارية.

•        أنشئت الشبكة على أساس تعداد سكاني لا يفوق70 –  100 ألف نسمة.

وأكد أن شبكة المياه والصرف الصحي أنشئت في السبعينات وتم تصميمها على أساس أن التعداد السكاني لا يفوق70 –  100 ألف نسمة والآن وصل التعداد السكاني لحوالي 400 ألف نسمة مما أدى إلى الضغط على مواسير الصرف الصحي وزيادة المختنقات وعدم الصيانة وكذلك عدم وعي المواطن .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :