عثمان البوسيفي
كنت أنوي الكتابة عن سباق الانتخابات الرئاسية والعدد الكبير الراغب في حكم حطام الليبيين المتبقي في ظل فوضى أحالت المكان إلى جحيم على أهله وعلى المهاجرين الذين يبحثون عن بقعة أرض تمنحهم الاستقرار إلا أن عيد فسانيا العاشر جعلني أترك الكتابة عنهم وأكتب عن البهية التي سمحت لي ولبقية الزملاء من ملاقاة قارىء هو ظالتنا الأولى والأخيرة.
سنوات كانت صعبة جدا فقدنا زملاء ذنبهم الوحيد هو حبهم لصاحبة الجلالة التي لم تستطع الدفاع عنهم في مواجهة اللصوص والبلطجية ونترحم عليهم في كل وقت ونذكرهم في كل حين لهم بصمتهم معنا دائما
مرات عديدة تعرضت فسانيا للتخريب والسرقة وهي التي أخذت على عاتقها نشر المعرفة في مناطق شاسعة تعاني ظلمة الجهل وغلاء المعيشة
. لم يكن التهريب وحده، فقد وقف جُل المسؤولين ضدها وهم يحلمون أن تتوقف ويتخلصون منها ومن وخزاتها
. الزملاء دون استثناء كانوا في الموعد يعملون دون مدخول مادي فقط متسلحون بحبهم لها ولكونهم شخوصا ترفع لهم القبعة على صبرهم الكبير في ظروف غاية في الصعوبة ومع ذلك ظلوا منحازين لها حين انحاز آخرون إلى مصالحهم
. عشر سنوات والرحلة لم تتوقف بقيادة ربانة شرسة قاومت كل الظروف من أجل مواصلة رحلة البهاء في زمن الأشقياء .
إن اختزال سنوات من الكفاح في أسطر قليلة هو محاولة فاشلة في ظل أفراد آمنوا بعدالة قضيتهم ودافعوا عنها بشراسة منقطعة النظير .
أعلم علم اليقين أن شهادة مجروحة في البهية فسانيا وفي كادرها الصغير الذي مهما كتبت عنهم فلن أوفيهم حقهم. عقبال مائة عام أيتها الجميلة فسانيا.