سالم أبوظهير
العقل نعمة من الله سبحانه وتعالى على الانسان، ميزنا بها عن سائر المخلوقات. وورد ذكر العقل بصوره المختلفة في القران الكريم أكثر من ستين مرة. فعقول الناس متباينة مختلفة. والعقل اداة من الادوات القابلة للتطوير عبر إكتساب الخبرات الجديدة وتطويعها لتمكن الانسان من استخدامها وتسخيرها بشكل فاعل وتوظيفها ، ليعش في أحسن حال باستخدامه لعقله الاستخدام الصحيح الامثل.
والعقول اشكال وانواع، وكلها سهلة التطويع والتغيير ، بحسب العمر او درجة الثقافة والعلم او البيئة المحيطة وغيرها من المؤثرات التي من شانها أن تنقل العقول من خانة لخانة أفضل أو العكس ، ويعتمد ذلك بطبيعة الحال على رغبة صاحب العقل وحرصه وجهده في تطويرعقله وتنميته .
فقد يتحول اصحاب العقول التي تحمل افكاراً بالية قديمة، لاتتماشى وطبيعة التغير الحاصل ، الى عقول متحررة نيرة تقبل التغيير وتعمل به وتجاريه . والعكس دائما صحيح بمعنى قد تنقلب العقول التي كانت تحمل افكارعصرية ومتحررة لعقول متحجرة تحن للقديم البالي وتتصرف وتعامل الاخرين بموجبه ( ولانعني بالافكار القديمة مايمس توابث ديننا الاسلامي وأخلاقنا وتقاليدنا وعاداتنا).
هناك عقول منفتحة على الاخر تتقبله وتؤمن بحقه في الاختلاف ، تقابله عقول متعصبة لاتؤمن بالاختلاف وتنبذه وتعتبره مخالفا لتوابث صنعها من بنات عقله ، فتعصب لها واستند عليها، وامتشقها سلاحا مضمونا يلوح به في وجه من خالفه الفكر والراي والتوجه. وغالبا مايلوح بتوابثه التي فصلها على مقاسه ، ليفرض رايه وفكره وتوجه، بصوت يقترب من الصراخ ، ولو قابلك هذا النوع من اصحاب هذه العقول ، فتأكد ان النقاش معه مضيعة للوقت والجهد ، لذلك اعطه فرصته الكاملة وعندما ينهي جوقته ، خد نفسا عميقا ،وبادره بابتسامة مصطنعه ولاتتردد في ان تقول له كلامك صحيح ..!!!
هناك ايضا عقول متحجرة ، وهي أشد خطورة من العقول المتعصبة ، لانه لامجال لمناقشتها والاخد والرد معها ، فقد توقف تفكير هذه العقول عند نقطة ما ، ولم يعد يهمه ماحدث في الدنيا المحيطة به من تقلبات وتغييرات ، حصر تفكيرة عند نقطة توقف عندها . ولا مجال لمناقشتها لان افكاره اشبه بالصخرة الصماء العالقة في جمجمة دماغه ارتضى بها ولايكلف نفسه جهد الاستماع لما يخالفه ولايرد على الافكار لا سلبا ولا ايجابا ، وبذلك وبشكل تدريجي تنتقل هذه العقول من خانة المتحجرة الى خانة العقول الجاهلة.
والمهم أن تتجنب اصحاب العقول السابقة ، فتختارمجالسة أصحاب العقول النيرة العظيمة ، وداوم على مخالطتهم ، واستمع اليهم او اقرأ كتبهم ، وشارك منشوراتهم على فضاء الانترنت الواسع الرحب واستفد من خبراتهم لتكسب عقلاً يرشدك لتكن سعيدا في حياتك ، وتترك أثراً طيبا بعد مماتك (أطال الله في عمرك)