سليمه محمد بن حمادي
: وشوشات السقيفه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“السقيفه”.. لله در هذا المسمى. لا يستطيع احدهم الأعتداء على حرمته.. فله في الذاكرة ركن مقدس.. كم احتوانا بأسرار خلوته.. لأحتساء الشاهي فيه مذاق يتفرد به عن كل اماكن الدنيا.. سهاري عشياته ومسامراته ترياق للنفس التواقه للقاء الأحبه…
كم تقترن سقيفة حوشنا بحميمية علاقتنا الأسرية الجميلة و(اعدالة الشاهي). ولمة العيله.. وعبق الشاهي اللذيذ من صنع امي بشذى النعناع الدرناوي والورد والزهر في كل فصول العام عدا (الشتاء).. يتربع فيه (تفاح الشاهي من الجبل الأخضر) على (طاسته) وقد يزاحمه احيانآ (النعناع اليابس (المعطش) او المرتقوش) والمعد مسبقآ من قبل (امي رحمها الله) استعدادآ لفصل الشتاء…
في السقيفه.تجتمع الأسرة بأكملها.. على رأسها والدي (رحمة الله عليه).. تتجاذب اطراف الحديث ونملئ ابصارنا من احبتنا.. وقد نختلف كثيرآ ولكن في النهايه غالبآ نتفق (فالأختلاف لا يفسد للود قضيه) كما يقولون.. وكلمة والدي مرسوم ملكي لا ينبغي رده لأنه يملك عينآ ثاقبه لكل الأمور الذي لا نفقهها غالبآ…
لا مجال للزعل او للأنزواء او للهجر فالمكان غير مناسب لكل وسوسات وعروض الشيطان الخبيثه الذي عاث فيها اليوم فساد.. لأن ببساطه لا مجال فالمعطيات امامنا لا تخولنا لذلك.. فمثلآ لا يوجد بمنزلنا العديد من الغرف والكثير من الردهات والأجنحه.. فمنزلنا صغير ومتواضع كعهد تلك المنازل ذلك الزمن…
والسياسة الداخلية في الأسرة يتخللها خطوط حمراء وضعتها لنا امي منها (العيب والحرام وهيبة الأب واحترام الصغير الكبير والرفق بالصغير والألتزام).. كلها كانت قواعد جعلت من تعلقنا بالأسرة امر مبجل وله مقامه الرفيع في افئدتنا الى هذا العمر…
كنا نتسامر.. لا يشغلنا تلفاز ولا اداء من ادوات التكنلوجيا الحديثة.. فالكل يستمتع بجلسة (السقيفه)…
كم شهدت تلك السقيفه من احاديث متنوعة.. كم قومت من سلوكياتنا وساهمت في صقل شخصياتنا.. وجعلت من مسماها اليوم شجن خفي ترنو اليه الذاكرة دون استئذان.. حنينآ ووشوقآ شغوفآ الى جلسة واحدة من جلساته الحميمة.. انها (السقيفه).