هند الزيادي
في حياة أخرى… كان إسمي هانّا… أجدادي هم الفايكينغ وكنت راقصة في معبد أودين، ليلا،و صيّادة أيائل بالنهار. أنا من حاشية إبنه ثور وأحب راغناروك السكير. تآمرت معه ذات ليلة لسرقة ميولنير مطرقة ثور لكنه سمعنا فحاكمنا أمام أودين وأمر بأن يقصّ شعري الذهبي الطويل وأن لا يعود كما كان أبدا، وحكم علي أيضا أن أبقى عالقة في العالم الأرضي أقتفي ألوان الشفق القطبي ولا أشبع منها أبدا. أما راغناروك فقد عفا عنه لأنه يريد أن يحتفظ به في حاشيته، فهو يضحكه كثيرا. أنا أعيش اليوم في ذلك المنزل الذي ترونه، على حافة نهر. تركت كل شيء. تركت مهنتي في محل لبيع ملابس. تركت صديقي الذي واعدته مرة واحدة ثم مللته. تركت المدنيّة وجئت الى هذا البيت المعزول يحدوني الحنين إلى شيء مجهول، وتعتريني رعشة كلما رأيت أضواء الشمال الخضراء. يحدث أن أخرج في الليل لأتمشى على ذلك الجسر الصغير الذي ترونه فأتفاجأ بأن خصري يتمايل وحده ويديّ تحلّقان نحو الشفق القطبي. أطوف ليلا على ضفاف النهر وأغزل من أصابعي غشاوة بيضاء باردة أنثرها على صفحة الماء ليشقى الصيادون صباحا بتكسيرها من وجه مراكبهم. لا يعرفون أنني الفاعلة،أكرههم فهم من شهد ضدي حين عقد أودين وولده العملاق الأحمق محكمة لإدانتي. أنا أحمل خطيئة الراقصات وصيادي الأيائل.
وفريستي المثالية سكّيرٌ دخل الغابة خطأ في ليلة لا تظهر فيها أنوار الشمال! لم أنس لراغناروك أنه رضي بحكم اودين عليّ ولم يدافع عني. سأطارد روحه إلى آخر الدهر وأعمل في أمعائه منجلي الفضي. وأستحمّ بدمه. لكن الانتقام طبق يؤكل باردا!