عليك أخي الحبيب، بقبول عُذر أخيك، إن قدم لك الاعتذار وتصديقه بما يقول، يروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال : ( لا تلُم أخاك على أن يكون العذر في مثله) (الآداب الشرعية والمنح المرعية) ويقول الحسن بن علي رضي الله عنهما فيما يُروى عنه : ( لو أن رجلاً شتمني في أذني هذه واعتذر إليَّ في الأخرى لقبلت عذره) (الآداب الشرعية والمنح المرعية) .
يقول الشاعر :
قيل لي قد أساء إليك فلان وقعود الفتى على الضيم عار
قلت قد جاءنا فأحدث عذراً ودية الذنب عندنا الاعتذار (الآداب الشرعية )
ويُروي أن أبا موسى هارون بن عبد الله قد جاء إلى رجل شتمه، لعله يعتذر إليه، فلم يخرج إليه وشق الباب في وجهه، فيال العجب من حلم هؤلاء وصفاء قلوبهم، فيا أخي :
اقبل معاذير من يأتيك معتذراً إن بر عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره وقد عصاك من يعصيك مستتراً (الآداب الشرعية )
ويقول الأحنف بن قيس رحمه الله : ( إن اعتذر إليك معتذر تلقه بالبِشْر) (الآداب الشرعية ) .