بقلم :: عبد الرزاق الداهش
ثلاثة أجهزة أمنية، وعسكرية تعمل في البحر، وأكثر منها في البر، حتى وأن كانت بعضها معنية، فكلها معتنية بموضوع الهجرة غير الشرعية.
ألاف الأفارقة يجري انتشالهم من البحر، ومن البر، وتجميعهم في مراكز إيواء، وإرجاعهم إلى أوطانهم.
نفس المهاجرين الذين تم ترجيعهم إلى بلدانهم، يستخرجون جوازات سفر جديدة، ويشدون الرحال مرة أخرى، في محاولة ليست أخيرة من أجل الوصول إلى أوروبا.
هؤلاء يمرون بشرطة بلادهم، وأمام عساكر فرنسا، يسلبون ما لديهم من هواتف، وأموال ويقولون لهم: (طريقكم خضرة).
القصة مرهقة، ومكلفة، و(دراه كبد).
ليبيا ليست خفر سواحل لأوروبا، ولا هي مصدر الهجرة، ولا مقصدها، وأهم من ذلك يكفيها ما فيها.
وإذا لم تتعاون دول المنبع، ودول المصب في ضبط الحدود، وتحسين البيئة الطاردة في أفريقيا جنوب الصحراء، فما علينا إلا أن نقول لهم: (طريقكم خضراء)، مع الحرص على استعمالهم لوسائل نقل آمنة.
وهكذا لا بيع بشر، ولا معاملة غير إنسانية للمهاجرين، ولا بطاطا.
الأوروبيين عندما دخلوا أفريقيا كانت تأشيرة دخولهم هي أسلحتهم الفتاكة. أما هؤلاء الأفارقة المساكين، فلا يحملون معهم حتى أمواس الحلاقة.