- هند الزيادي
في حياة أخرى كان إسمي هانّا. كنت أنتظر ملّاحا طوّافا على المواني
يغزل الحرير لحسناوات بلدان الشمال الباردة وينسج أجنحة الفراشات للأرامل في بلدان الشمس الحارقة ويصنع الشوكولا من جلودهن. كنت انتظره مع ابنه الصغير جوشوا وأفتش على خبر منه في وجوه الملاحين العائدين على ظهر كل سفينة جديدة ترسو.
صار ابننا شابّا يرفض اصطحابي في وقفة انتظاري المعتادة، ويفضّل المبارزة بالسيف في الغابة المجاورة والمقامرة بعمره من أجل خصلة من شعر إبنة الخوري.
صرت أحتاج الى شال ثقيل أدثّر به كتفيّ وضباب كثيف أُمنّي نفسي بخيال شبح سفينة تخترقه حاملة الي ملّاحي. صرت أحتاج الى عصا أتوكأ عليها. ويحدث أن يرافقني ماكسيم ابن جوشوا وهو يمسك بيدي ويحاذر ان يفلتها حتى لا أسقط منه.
صرت أنسى لماذا أحضر في هذا المكان كل مرة ترسو فيه سفينة.
أقف مدهوشة أمام هذا الأزرق الكبير وانا أتلفع بشالي وأحمل عصا لا أعرف كيف أستخدمها أحيانا.
صرت أتجمد على الشاطئ ولا أعرف طريق العودة حتى يأتي شاب لطيف مع طفل صغير ويمسكاني بلطف ويذهبان بي إلى بيت نظيف دافئ فيه سرير مريح وشابة طيبة تحسن العناية بي.
نسيت كل شيء تقريبا ماعدا شبحين يتراقصان على الشاطئ ويضحكان ملء الرئتين وفراشة بيضاء صغيرة تشاطرهما الفرح والرقص على ذلك الشاطئ
………………………………………………………………………………………………..














