سالم أبوظهير
القلق من أخطر وأعقد المشاكل النفسية التي تصيب الإنسان، لإنه (أحيانا) يتحول من مجرد مشكلة نفسية عارضة ، الى مرض نفسي يتطلب علاجه أدوية ومهدئات .
واول شعور للإنسان بحالة القلق ، يشعر معه بتوثر حالته النفسية ، فيتغير تكيفه مع البيئة المحيطة به ، وتحتد درجة الانفعال لديه ، ويتغير سلوكه سلبيا . وهذا بطبيعة الحال يؤثر بشكل مباشر على سلوكياته اليومية فيتتحول من شخص عادي الى شخص مريض، وعندما يصبح المريض بالقلق غير قادر على ممارسة الاعمال اليومية .
قد يقرر الطبيب بعد فشل العلاج بالمشورة وتقديم النصيحة، وعدم استجابة المريض للعلاج الفكري السلوكي ،اللجوء الى العلاج بالأدوية والمهدئات والملطفات والمنومات، التي لاتحل مشكلة القلق ، لكن تؤجلها ،حيث يعود المريض لحالته التي كان عليها قبل تناوله الدواء.
القلق عافاكم الله من الامراض النفسية، المعروفة في علم النفس بالأمراض (النفسجسدية)، اي المسببة في حدوث امراض جسدية ، فقد يؤدي القلق الى تأثر الجهاز العصبي ، وعدم انتظام دقات القلب ، أو يسبب في حدوث الام في المفاصل والمعدة وارتفاع ضغط الدم والسكر . و في حدوث بعض امراض الجلد مثل ما يعرف بمرض (الاكزيما العصبية) .
فيما اشارت بعض الدراسات لوجود علاقة ين السمنة والقلق ، فكلما شعر الانسان بالقلق لجأ الى المطبخ والمطعم. ودراسات اشارت أنه يضر بنظارة الوجه ، وربما يكون سببا في ظهور التجاعيد والهالات السوداء تحت العين.
من بين الحلول التي قد تفيدنا لو اصابك القلق في مراحله الاولى، وقبل ان يتحول لمرض نفسي تم لمرض جسدي فمثلا: دون على ورقة او في مفكرة هاتفك كل ما تعتقد انه سبب لك القلق ، ولاتستهن بهذا الاجراء لإنك مجرد نقلك للفكرة من راسك للورق ستشعر براحة ، كما ستساعد على التفكير في علاجها .
ايضا يجب ان تعترف بينك وبين نفسك انك المسؤول على اصابتك بالقلق ،فلا تلق بأسباب قلقك على عملك او بيتك او غير ذلك ،أقبل بمسؤوليتك على قلقك وتعامل معه على هذا الاساس.وبادر بتجنب كل ماتعتقد انه سيكون سببا في قلقك ، وواجه قلقك ولاتستسهله ولاتقلل من خطورته بتجاهله ، لان سيبقى في عقلك الباطن ، فلن يتخلص الطالب من قلق الامتحانات بعدم المذاكرة والهروب لعمل اشياء اخرى كمشاهدة التلفزيون ، وايضا التدخين او المخدرات للهروب من حالة القلق لن تنهيه بل تؤجله فقط.
لتتجنب القلق أعرف قدراتك ، ولاتقبل بانجاز عمل قد يسبب لك القلق ، و قلل التعامل مع ممن مرافقتهم تسبب لك القلق يتدخلهم في حياتك الشخصية بشكل دائم مما يخلق عندك توثر قد يتحول لقلق. تحكم في وقتك ونظمه واخيرا لو لم تستطع التجنب ولا التحكم تكيف مع الوضع القائم.