كأس الــــدم

كأس الــــدم

شعر : جميل أبو صبيح

كأس الحياة ..

العدو على الأبواب

والمدينة نائمة

والمساء بأجنحة مرتبكة

يرف على القباب

وأنت .. في غابة الضباب

في المدينة النائمة

في غرفتك المنحوتة من الليل                         

 في نعاسك الوردي

سريرك الأثير عظامي

وفراشك الوثير لحمي

وعلى شفتيك اكتمال الابتسام

وقبلة السيدة الجميلة

القبلة المسكونة بالجنازير

الجنازير التي كبلتني

وسياط النار 

السياط المغزولة من البرق

في احتفالك المهيب

عناكب سوداء في البيوت

والجنود على الأسوار

يشربون نخب المساء

من كؤوسك الملتهبة

وهتاف الجموع :

عاشت الحرية

عاشت الحياة

هل تسمع الهتاف !!

العدو على الأبواب

وأنت على بساطك العاجي

 في غابة الصخر والضباب

تلهث بين أشجارها

لا تضحك ..

لا تبكي ..

راحتك على فمك

ويدك على غصن شجرة

ليست شجرة ورد

إنها احتفال الحجارة في قاعة سينما

أو معبد قديم

أو ممر عال محفور في جبل

والمدينة تهتف

عاشت الحرية

عاشت الحياة

فكيف تنعس في غابتك

 الصخر ميناؤك

والممرات إليه ضيقة   

والناس يهربون

وأنت أمام مسرحك الفارغ

جالس على ركبة ونصف                                                               

راحتك على فمك

لا تراني                                                                   

ولا أراك

فما الذي بجانبك

ذئبك

أم كلبك الوفي

وهذا المرفرف

علمك .. ؟!

أم قنديلك النووي !!

وهذه المدينة ..

مدينتك

أو مدينتي

لي .. ولك

لكن ..

لا أنت أنت

ولا أنت أنا

لك نشيدك العسكري

ولي نشيد الورد

وعلينا أن نشرب سويا

كأسا من الدم

وكأسا من الحياة

والعدو على الأبواب

والمدينة نائمة

فامسك بيدي                                  

امسك بنيرانها الوردية

امسك بمهارة                                                                                 

ثم بكل اندفاع الصخر

الصخر كله

نيرانه ووروده

نشرب  سويا

نشرب بقوة وحزم

في غابة الورد والضباب

نشرب كأس الدم

وكأس الحياة

والمساء يرفرف على القباب

والمدينة نائمة 

والعدو ..

العدو ..

على الأبواب

.من ديوان ” سرديات جميل أبو صبيح الشعرية..4

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :