كواليس (الأشقاء)  !

كواليس (الأشقاء)  !

محمود السوكني

في أحدث كتبه الذي صدر مؤخراً تحت إسم (WAR)  عن دار النشر العالمية (سايمون وشوستر)  يستعرض  الصحفي المشهور “بوب ودوورد” مقاطع بالنص لأقوال زعماء عرب لازالوا يتربعون على كراسيهم ، يعبرون فيها عن  مشاعرهم الدفينة حيال حركة حماس وقادتها ، يرجون خلالها العصابات الصهيونية  بصراحة تجاوزت حد الوقاحة بأن يسعوا للقضاء على الحركة وإنهاء وجودها الذي (يعكر مزاجهم) ، وفي إلحاح سمج يطالبون الحليف الأمريكي المساعدة على تحقيق هذه الرغبة الملحة والعاجلة !

نشر هذا الكتاب في 2024/10/15 وتصدر أشهر المكتبات في العالم ، وتمت ترجمة محتواه بلغات عدة بما في ذلك اللغة العربية ، ولمن لم يحالفه الحظ بإقتناء نسخة منه فقد تكفلت وسائل التواصل الإجتماعي بتسهيل المهمة ولا يتطلب الأمر سوى طلب اسم المؤلف وضغطة زر ليكون الكتاب بكامل فصوله متوفر بين يديك وأمام عينيك .

الصحفي الإستقصائي “بوب ودوورد” لمن لا يعرف ، هو من أطاح بالرئيس الأمريكي “نيكسون” بالتعاون مع مراسل صحيفة الواشنطن بوست “كارل بيرنشتاين”  عندما اماطا اللثام على فضيحة (ووتر غيت) ، وهو في كتابه الجديد كعادته لا يخجل من فضح الأسماء وتقديم القرائن دون مواربة ، ومستعد دائماً -كما يقول- للدفاع عن نفسه ضد من يقاضيه متكئاً على ما بحوزته من أدلة وبراهين عن كل ما ينشر . على هذا المنوال ، يصدر “بوب ودوورد” الكتاب/الفضيحة الذي يعري (الأشقاء) الذين يتشدقون بمناصرة القضية الفلسطينية ، ويحيون المقاومة الباسلة ، وكم صمخوا أذاننا بوقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضد العدو المحتل ، وتمسكهم بحقه الشرعي في إسترجاع أرضه المسلوبه بكل السبل . قالوا ذلك كثيراً ، في خطبهم النارية ، وإجتماعاتهم 

العلنية ، ومؤتمراتهم الإستعراضية ، إرضاءً لشعوبهم التي يخافون غضبها ، ويخشون ثورتها ، ولكنهم في السر -كما جاء فى الكتاب- مستأون من (النتن) الذي لم يستمع لنصائحهم بالتخلص من حماس ! قالوا هذا لوزير الخارجية الأمريكي عند زيارته لمنطقة الشرق الأوسط بعد طوفان الأقصى المبارك . أحد الزعماء العرب قال للوزير الأمريكي بالنص (قلنا لإسرائيل لا تثقي في حماس ، نحن لا نقول هذا علناً ولكننا مع القضاء على حماس والتخلص منها) ، زعيم أخر يتبجح قائلاً (حماس يجب أن تقف عند حدها ، لقد حذرنا إسرائيل أكثر من مرة بأن حماس تنتمي للإخوان المسلمين) ويضيف لا فض فوه (نريد تسهيل مهمتنا في تقديم مساعدات إنسانية لسكان القطاع حتى نتجنب أي مظاهر غضب من جماهيرنا وفي ذات الوقت عليكم بالقضاء على حماس) ، واحد أخر من زعمائنا الأفذاذ يقول بالفم المليان (كان على إسرائيل أن لا تثق في حماس ، لقد حذرنا نتنياهو مراراً في ذلك) !

مايثير الإنتباه ، أن الكتاب المشار إليه ، مطروح في المكتبات في كل مكان ، والرجل الذي صاغه وحمل اسمه ، حي يرزق وأشهر من نار على علم ، ولم نسمع أو نشاهد أو نقرأ أي تكذيب ممن ورد أسمائهم ، ولا حتى الإعلان عن تصحيح لما جاء فيه من المكاتب والدواوين التي تنحدث باسمائهم ، وكأنهم يؤكدون على ما جاء فيه مصداقاً للقول المشهور (السكوت علامة الرضا) .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :