كيكة الخروف، عادة اجتماعية جديدة في عيد الأضحى بهجة تضفي نكهة خاصة ، أم تنافس اجتماعي مكلف؟

كيكة الخروف، عادة اجتماعية جديدة في عيد الأضحى بهجة تضفي نكهة خاصة ، أم تنافس اجتماعي مكلف؟

تقرير : بية فتحي

 في السنوات الأخيرة لم تعد مظاهر عيد الأضحى تقتصر على ذبح الأضحية ولمّة الأهل والأحباب، بل بدأت تتوسع لتشمل تفاصيل جديدة بعضها دخيل على المناسبة، من بينها ما بات يُعرف بموائد الحلويات الخاصة بالعيد والتي تتزين بأنواع متعددة من الكعك والمعجنات والمجسمات السكرية، وأبرزها كيكة الخروف التي اجتاحت صفحات التواصل الاجتماعي كأنها طقس من طقوس العيد.

وفي كل عام تثير هذه الظاهرة نقاشًا واسعًا بين مؤيد يرى فيها بهجة بريئة، ومعارض يعتبرها نوعًا من التفاخر المبالغ فيه، وخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

خديجة حسن، ربة بيت من مدينة طرابلس، ترى أن الفكرة إيجابية وتقول:”كيكة الخروف وأصناف  الحلو تضيف أجواء مرحة وخاصة للأطفال، ولا أرى فيها ضررًا ، فالعيد فرحة وكل أسرة تحتفل حسب إمكانياتها” .

منوهة ، لا ينبغي تضخيم الأمور أو تحويلها إلى مادة للانتقاد المستمر.”

أم السعد عمران، من مدينة طرابلس ترى أن عيد الأضحى في جوهره فرحة بطاعة الله والتقرب إليه ولمّة العائلة، لكنها لاحظت مؤخرًا ظاهرة جديدة تتمثل في انتشار كيكة على شكل خروف كأنها أصبحت من سنن العيد الرسمية. وأضافت أن الناس باتت تلهث وراء هذه المظاهر وكأنها ركن أساسي من أركان الفرح، مع أن عيد الأضحى ليس عيدًا للحلويات.

وأشارت إلى أن هذا التنافس

الاجتماعي في تجميل الموائد وتحضير الحلويات صار يفرض ضغطًا غير مباشر على الجميع لمجاراة المشهد حتى لو لم تكن الإمكانيات تسمح بذلك.

أما أم آسيا ، قالت ، صحيح أن الفكرة لطيفة، لكنها أصبحت وسيلة للتفاخر على الفيسبوك ، وهناك عائلات لا تملك حتى ثمن الأضحية، بينما تُعرض صور كيكة الخروف أو غيرها من الأصناف بمبالغ مرتفعة.

مشيرة إلى أننا نحتاج للعودة إلى جوهر العيد، الطاعة ولمّة العائلة الحقيقية وليس من أجل التقاط بعض الصور فقط.”

نجاة عاشور  من بني وليد، ترفض هذه الظاهرة تمامًا ، معبترة أن العيد تحوّل إلى عرض استهلاكي يرهق كاهل رب الأسرة.

وأضافت ، نحن نبتعد تدريجيًا عن القيم الدينية والروحية، ونغرق في التفاصيل الشكلية.

مؤكدة أن الكيكة لا تُعبّر عن الفرح الحقيقي، بل عن موجة من الاستعراض والتقليد الأعمى.”

أما زهرة المزوغي ، تقول دعونا واقعيين قليلا،  الفكرة ليست سيئة في ذاتها، لكنها مكلفة جدًا. كيكة على شكل خروف قد تفوق المئة دينار، بينما هناك أسر لا تملك حتى أبسط مستلزمات العيد.

وتابعت ، من المؤسف أن يتحوّل الأمر إلى ضغط اجتماعي غير معلن.”

عزيزة الشريف ، تنتقد الفكرة من منظور ديني:“العيد عبادة وطاعة وتقرب إلى الله، وليس موسم حلويات أو صور للتفاخر.

وترى الشريف ، حين تُنشر صور كيكة خروف أو ماشابه على منصات التواصل من دون وجود أضحية حقيقية، فذلك يُعد عبثا بالمعنى الأصيل لهذا العيد.

إيمان المغربي من مدينة البيضاء، تقول أحب التغيير والتجديد، وكيكة الخروف قد تكون لمسة جميلة للأطفال، لكن بشرط ألا نُحمّل الناس فوق طاقتهم.

 مشيرة إلى أنه يجب أن نُراعي الفروقات الاقتصادية والاجتماعية، وأن نُركّز على روح العيد لا على مظهره.

ترفض وردة القدافي هذه الظاهرة، مُحمّلة ربات البيوت ومربيات الأجيال المسؤولية عن التقليد الأعمى  ، مشيرة إلى أنهن بعيدات عن الواقع،  معتبرة الأمر إبذارًا، وخاصة وأن اللحوم دسمة.

كما تُشير إلى أن كل ذلك لا يعدو كونه عرضًا للتصوير والتفاخر.

تعبر أم طاهر أن تقديم كيكة الخروف أصبح أمرًا اعتياديًا في احتفالات العيد.

وترى أنه لا مشكلة في ذلك، فهذا يعكس فرحة العائلات.

وأضافت ، لقد أصبح جزءًا من تقاليدنا، ولا داعي للقلق بشأنه و يجب أن نتقبل هذه التغييرات في ظل التطورات الاجتماعية.

منال البلعزي من مدينة الزاوية ترى أن مظاهر الحلويات ليست مجرد منافسة أو عبء اجتماعي بل تعبير عن تطور ثقافي واجتماعي في طريقة الاحتفال بالعيد.

وتشير إلى أن هذه التغييرات تعكس رغبة الشباب في مزيد من الإبداع والابتكار في المناسبات الدينية لكنها تحذر في الوقت نفسه من الإفراط أو المبالغة التي قد تفقد العيد معناه الحقيقي.

سمية عبد العزيز من مدينة مصراتة، تعتقد أن مظاهر مثل كيكة الخروف وحلويات العيد الفاخرة ما هي إلا ترف غير مبرر وتشتيت عن جوهر عيد الأضحى الحقيقي.

وتصف هذه الظاهرة بأنها نوع من الاستعراض الاجتماعي الفارغ الذي يخلق ضغطًا نفسيًا على الفئات الأقل قدرة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :